يلفّ الغموض مصير الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في ليبيا على وقع مخاوف من التصعيد العسكري في غرب البلاد، خاصة في ظل مساعي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميدالدبيبة والمجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي لإنهاء مظاهر التسلّح بالعاصمة طرابلس.
وأعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، في بيان رسمي، انطلاق عملية توزيع البطاقات الانتخابية في 1075 مركزًا تغطي 62 دائرة انتخابية بمختلف البلديات، تمهيداً لإجراء هذا الاستحقاق، لكن استمرار المخاوف من التصعيد يثير تساؤلات جدية حول قدرتها على إنجاز هذه الانتخابات.
ويشهد الغرب الليبي هدنة هشّة بين الجماعات المسلحة إثر جولة من الاشتباكات التي عرفتها وأدت إلى مقتل آمر جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي المعروف بـ"غنيوة".
وقال الناشط السياسي والمرشح الرئاسي السابق، سليمان البيوضي إن "الأوضاع الأمنية والسياسية قد تعرقل الجولة الثانية من انتخابات المجالس البلدية، فالأوضاع الأمنية الهشة وفي ظل التوترات القائمة والحديث عن تحشيدات عسكرية يعني أن الانتخابات البلدية غير ممكنة".
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أنه "مع ذلك هناك قرار لوقف إطلاق النار وترتيبات أمنية في العاصمة وربما تنجح في تثبيت وقف إطلاق النار، وبالتالي يكون إجراء الانتخابات ممكناً، إن التنبؤ في حالات عدم اليقين هو مقامرة ومقاربة لا تخلو من الأمنيات والدعوات" وفق تعبيره.
وشدد البيوضي على أن "الانتخابات ليست حالة أمنية فقط بل عملية متكاملة لا يمكن أن تتم في مزاج عام مضطرب وفي حالة من عدم اليقين، الأمن والاستقرار حالة ملحة لإجرائها، فالمرشحون بحاجة لإطلاق حملاتهم الانتخابية في أمان، والناخب ليختار بشكل صحيح يجب أن يكون مستقراً وآمناً ومطمئناً".
وقال المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي: "لا أعتقد بأن هناك مشكلة أمنية تمنع حدوثها، ربما قد تحدث في بعض المناطق والمدن مشكلات بسبب الجماعات المسلحة لكن إجراء هذا الاستحقاق ليس صعباً مثلما يحدث في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".
وبيّن لـ"إرم نيوز" أن "انتخابات المجالس البلدية تشمل مجالس خدمية تعمل لصالح المواطن، والمنافسة ستكون شريفة لكن في حال حصول أي مشكل في مركز اقتراع ما، لدى مفوضية الانتخابات إجراءات تقوم بها مثل تجميد المركز وعدم احتساب أوراق الناخبين وغير ذلك من أجل التصدي لأية خروقات أو غش أو ضغط على الناخب" وفق قوله.
وأضاف العبدلي أنه "قد تحصل مشكلات أمنية، لكن تبدو الطريق سالكة لإتمام هذه الانتخابات مثلما حصل في الجولة الأولى وهي جولة كانت ناجحة باستثناء بلدية أو اثنتين" بحسب تقديره.
ومضى قائلًا إن "الانتخابات البلدية القادمة سوف تنجح ويتم تغيير المجالس البلدية ديمقراطياً، ويجب على وزارة الداخلية والشرطة القيام بمهامها وتأمين صناديق الاقتراع لأن هذا يمثّل صوت المواطن الذي سيُدلي به وهو أمانة لدى المؤسسات والحكومة الليبية".
