قال خبراء إن إسرائيل تواجه صعوبات في تطبيق خطتها المتعلقة بدفع سكان قطاع غزة لمغادرته من بوابة مساعدة المهتمين بالهجرة خارجه، خاصة في ظل المعارضة الفلسطينية والعربية والدولية لتلك المخططات.
ووفقًا لصحيفة "معاريف" العبرية، فإن "إسرائيل تعمل على تنفيذ المبادرة الأمريكية لتهجير سكان قطاع غزة"، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية شكلت فريقًا متخصصًا للترويج لخطة الرئيس دونالد ترامب بشأن غزة.
وأوضحت الصحيفة أن "الفريق الأمريكي على اتصال بمديرية الهجرة من غزة التي تنشئها وزارة الدفاع الإسرائيلية"، متابِعةً "إسرائيل تروج أن هدف الخطة ليس دفع سكان غزة لمغادرة القطاع، بل مساعدة المهتمين بالهجرة".
وقالت المختصة في الشأن الفلسطيني، رهام عودة، إن "خطة إسرائيل بهذا الشأن لا يمكن أن تنجح، خاصة وأنه ليس من السهل على سكان القطاع تنفيذ الإجراءات المتعلقة بالسفر للخارج، وعدم وجود رؤية لمستقبلهم في أي دولة يمكن اللجوء إليها".
وأوضحت عودة، لـ"إرم نيوز"، أن "معظم سكان القطاع ليس لديهم القدرة على تنفيذ إجراءات السفر الخاصة بذلك، أو حتى الحصول على عقود عمل بالخارج، ما يجعل الخطة الإسرائيلية صعبة التنفيذ ومعقدة".
وأشارت إلى أن "هناك عددًا كبيرًا من السكان يرفضون المخطط باعتبار أنه تساوق مع وجهة النظر الأمريكية والإسرائيلية"، مستدركةً "لكن ربما يكون هناك هجرة طوعية لأولئك الذين يملكون الوثائق التي تمكنهم من ذلك".
ولفتت إلى أن "دول العالم لن تستقبل سكان غزة، وستضع شروطًا صعبة من أجل ذلك، خاصة ما يتعلق بعقود العمل والإقامات، وبالتالي لا يمكن لإسرائيل إيجاد حلول بديلة لذلك، أو إجبار السكان على الهجرة غير الشرعية".
وشددت على ضرورة وجود توافق فلسطيني لمواجهة أي مخططات إسرائيلية، ما يمنع السلطة الفلسطينية من استقطاب الدول المانحة لإعادة إعمار قطاع غزة بإشراف فلسطيني، بما يوفر مقومات الحياة للسكان، مع ضرورة العمل من أجل إنهاء الحرب.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، أن "المخطط الإسرائيلي يأتي ضمن سلسلة من المخططات المقترحة لدفع الفلسطينيين نحو الخروج من غزة"، لافتًا إلى أن الرفض الفلسطيني والعربي والدولي يحول دون ذلك.
وقال أبو زايدة، لـ"إرم نيوز"، إن "تل أبيب وواشنطن ستواصلان مساعيهما من أجل دفع السكان لمغادرة القطاع، وهو الأمر الذي قد يدفعهم للإعلان عن مغريات مالية للراغبين بذلك، علاوة على إجراء مباحثات مع عدة دول لاستقبالهم".
وأضاف: "بتقديري، الخيارات الإسرائيلية للفلسطينيين لن تكون مغرية، خاصة وأن الدول المتقدمة والتي يمكن أن تجذب المهاجرين تعاني من مشكلة تدفق الراغبين بالحصول على الجنسية"، مبينًا أن ذلك سيكون سببًا في فشل المخطط الإسرائيلي.
وتابع "الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع والمدعومة عربيًا ستكون سببًا مهمًا في قطع الطريق أمام تمرير المخططات الإسرائيلية"، مشددًا على ضرورة وجود توافق فلسطيني داخلي لدعم الموقف العربي بهذا الشأن.
وختم أبو زايدة "دون توافق فلسطيني وتعاطٍ إيجابي مع الخطة المصرية، فإنه من السهل على إسرائيل والولايات المتحدة تمرير أي مخطط بديل"، لافتًا إلى أن التوافق على جهة مستقلة لإدارة غزة وإعادة الإعمار هو الحل الأمثل.