تستعد السلطات الانتخابية في ليبيا للإعلان عن نتائج الاستحقاق البلدي الذي جرى قبل أسابيع، وسط ترقب شديد من الشارع، لاسيما بعد تسجيل نسب مشاركة واسعة.
وأثار تأخر مفوضية الانتخابات في الإعلان عن النتائج تحذيرات من قبل نشطاء سياسيين وحقوقيين ليبيين، من احتمالية الالتفاف أو تزوير النتائج، خاصةً مع نشوب خلافات واسعة حول ضم بلديات محددة إلى أخرى، بناءً على قرار صادر عن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وشملت الانتخابات، التي جرت في جولتها الأولى، المجموعة الأولى من البلديات، التي تضم نحو 58 مجلسًا بلديًا، على أن تُجرى انتخابات المجموعة الثانية في يناير/كانون الثاني المقبل.
وفي تعليق على التأخير، قال المحلل السياسي الليبي، حمد الخراز: "التأخير في الإعلان عن النتائج يُثير الريبة والشكوك لدى العديد من المراقبين، وأعتقد أن الآلية التي اعتمدتها المفوضية العليا للانتخابات لم تكن بالمستوى المطلوب".
وأضاف الخراز لـ"إرم نيوز": "الإقبال كان ضعيفًا نسبيًا ولم يكن يتطلب كل هذا الوقت لفرز النتائج وإعلانها. هذه الأمور تستوجب من مجلس النواب استدعاء رئيس المفوضية العليا للانتخابات ومساءلته، لأن ما يحدث الآن يثير مخاوف من تزوير النتائج لصالح شخصيات موالية للميليشيات في غرب البلاد أو لحكومة الدبيبة".
وأكد الخراز أن "هذا الوضع يُضعف مبدأ الشفافية في إدارة العملية الانتخابية، ما يشكل مؤشرًا خطيرًا على تأثير العوامل غير الديمقراطية في العملية، ويجعل تأخير الإعلان عن النتائج في صالح أطراف على حساب أخرى".
وفي تصريح لـ"إرم نيوز"، أوضح مصدر مطلع في المفوضية العليا للانتخابات أنه "من المفترض أن يتم اليوم الأحد الإعلان الرسمي عن النتائج"، دون أن يرد على الانتقادات الموجهة للمفوضية بشأن التأخير.
وسجلت الجولة الأولى من الانتخابات البلدية مشاركة نحو 74% من الناخبين المسجلين، وهو مؤشر أشادت به العديد من القوى السياسية.
ومن جانبه، علّق المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، على التأخير بقوله: "تأخر الإعلان عن النتائج يعود إلى عدة ظروف، أهمها الطبيعة الجغرافية لليبيا ومساحتها الشاسعة بين الجنوب والشرق، ما يعني أن الإجراءات اللوجستية لوصول صناديق الاقتراع إلى طرابلس تأخذ عدة مراحل".
وأوضح العبدلي لـ"إرم نيوز" أن "عملية عد الأصوات تبدأ في المكاتب الانتخابية بالمدن، ثم يتم نقلها إلى العاصمة طرابلس حيث يوجد مركز العد والإحصاء الجديد الذي افتُتح مع بداية الانتخابات البلدية. لذا، فإن التأخير الذي طال خمسة أيام ليس وقتًا طويلًا في الواقع، ولا يُبرر التشكيك في نزاهة المفوضية أو صناديق الاقتراع".
وختم العبدلي حديثه قائلًا: "المجتمع الليبي متفائل جدًا بنجاح هذه الانتخابات، وينتظر استكمالها في باقي البلديات. هذه الانتخابات تُعد خطوة مهمة لدعم الحكم المحلي، إيصال الخدمات لكافة الليبيين، والقضاء على المركزية التي عانى منها الليبيون لسنوات طويلة".