تشهد السويداء عملية نزوح واسعة النطاق للعشائر البدوية من المحافظة؛ وذلك هربًا من الفصائل الدرزية التي عادت لدخول المدينة، بعد قرار خروج الجيش السوري وعناصر الأمن منها، عقب التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة والمرجعيات الدرزية.
وقال شهود عيان لـ"إرم نيوز"، إن بعض الفصائل الدرزية الرافضة لاتفاقية وقف إطلاق النار، التابعة للمرجع الدرزي حكمت الهجري، عادت لدخول المحافظة مستغلّة خروج الجيش، وارتكبت جرائم بحق أبناء العشائر البدوية؛ ما دفع الآلاف منهم إلى الهروب باتجاه مناطق أكثر أمانًا، فيما لا يزال عدد كبير منهم محاصرًا داخل المحافظة.
وأكدوا أن الفصائل الدرزية المتمردة تمارس عمليات تطهير في المحافظة من أي وجود لأبناء العشائر العربية، من خلال ممارسة القتل والعنف ضدهم، وطردهم خارج المحافظة ذات الغالبية الدرزية.
وناشد عدد من أبناء البدو الحكومة السورية التدخل لوقف عمليات القتل التي تُرتكب بحقهم، وفكّ الحصار عن مجموعات كبيرة منهم لا تزال محاصرة داخل محافظة السويداء.
وقالوا في رسالة وُجّهت إلى الحكومة السورية، إن فصائل درزية تحاصر مئات العائلات البدوية داخل المحافظة؛ ما يجعلها معرّضة للإبادة ما لم تتدخل الحكومة لإنقاذهم.
وأكدوا أن مئات المنازل العائدة لأبناء البدو تعرّضت للحرق من قبل الفصائل الدرزية التابعة للشيخ حكمت الهجري، الذي طالب أكثر من مرة بحماية دولية لأبناء الطائفة، وهو ما دفع إسرائيل للدخول على خط الأزمة، فقامت طائراتها الحربية بشنّ غارات على مواقع الجيش السوري في المحافظة، وفي دمشق ودرعا.
وكانت الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء قد بدأت على خلفية عمليات خطف متبادل بين الدروز والعشائر البدوية في المحافظة؛ ما دفع بالجيش للتدخل من أجل فضّ النزاع بين الطرفين.
واستدعت زيادة التوتر في المدينة بعد ذلك تعزيز الجيش السوري لقواته، حيث دخل المدينة بعد مواجهات دامية مع الفصائل الدرزية، إلى حين التوصل إلى اتفاق مع مرجعيات درزية لوقف إطلاق النار والانسحاب من المحافظة.
وكان الاتفاق الذي جرى بين الحكومة ومرجعيات درزية قضى بتسليم إدارة الأمن لهذه المرجعيات والفصائل المحلية، إلا أن الفصائل التابعة للشيخ حكمت الهجري رفضت الاتفاق.