logo
العالم العربي

رفض معلن وموافقة ضمنية.. حماس تواجه أزمة التعامل مع القوات الدولية

مقاتل من حماس قرب الخط الأصفرالمصدر: رويترز

جدد رفض حركة "حماس" لفكرة نشر قوات دولية في قطاع غزة وفق المقترح الأمريكي، الذي تعكف واشنطن على تمريره عبر مجلس الأمن، التساؤلات حول مدى قدرة الحركة على فرض الواقع الأمني الذي تريده في غزة لمرحلة ما بعد الحرب.

ويشير الواقع الميداني في القطاع إلى قبول ضمني بفكرة وجود قوات دولية، رغم الرفض الفصائلي المعلن، وذلك نتيجة غياب البدائل، وتزايد الضغوط الدولية على حماس لتفادي العودة إلى التصعيد.

ويرى محللون في غزة أن هذا الرفض لا يعكس موقفًا قاطعًا بقدر ما يكشف عن تخوفات من غموض طبيعة مهام هذه القوات، واحتمال تحولها إلى صيغة جديدة من الوصاية الدولية على القطاع.

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

نتنياهو: سنقرر أي قوات دولية نقبل التعامل معها

رفض شكلي

واعتبر المحلل السياسي، حاتم أبو زايدة، أن تصريحات القيادي في حماس موسى أبو مرزوق الرافضة للقوة الدولية تعبّر عن موقف مبدئي برفض أي وصاية أو بديل للاحتلال، مضيفًا "لكنها لا تعكس واقع الميدان".

وقال أبو زايدة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "قطاع غزة تعرض لإبادة شاملة وتدمير بنسبة 95%، ما يجعل أي رفض مطلق لمشاريع دولية أمرًا غير واقعي في ظل غياب البدائل". 

وأضاف أن الخطة الأمريكية لوقف الحرب هي المسار الوحيد حاليًا، خاصة أن وقف إطلاق النار جاء بضغوط أمريكية على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تبحث عن أي ذريعة لاستئناف الحرب لأسباب سياسية داخلية.

ولفت إلى أن "نتنياهو يواجه قضايا فساد ومحاكمات قد تقوده إلى السجن، ويستغل التصعيد في غزة للبقاء في الحكم، وتعزيز موقفه الانتخابي المهتز".

وتابع أبو زايدة: "تصريحات موسى أبو مرزوق حول رفض وجود قوات دولية في غزة غير موفقة"، مشيرًا إلى أن الواقع يفرض تعاطيًا مختلفًا، خاصة في ظل غياب البدائل.

وأوضح أن "حماس تتعرض لضغوط من أطراف عدة، وكلها تجمع على أن البديل الوحيد المطروح هو خطة دولية، قد تكون منحازة لإسرائيل، لكنها أصبحت المسار الوحيد، ورفضها بشكل مطلق غير ممكن".

وأكد أن "رفض حماس شكلي، ويأتي في إطار تسجيل موقف وطني لا أكثر، لأن القرار الفعلي لم يعد بيدها وحدها، بل يتعلق بمستقبل الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية".

وتوقع أن يصدر مجلس الأمن قرارًا بتشكيل قوة دولية من دول عربية وأجنبية، رغم ما تحمله من تحفظات.

وختم أبو زايدة قائلًا: "هذه القوة، وإن كانت لا تخلو من التحفظات، إلا أنها أقل ضررًا في ظل انعدام الخيارات، وقد تشكل غطاء لوقف الإبادة وبدء الإعمار"، مؤكدًا أنه "لا حماس ولا السلطة ولا حتى أي طرف عربي يمكنه رفضها فعليًا".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

غزة بين التهدئة والتقسيم.. هل تسقط خطة ترامب في فخ "تجميد الجبهات"؟

أفق مسدود

من جانبه، قال المحلل السياسي، فريد ضهير، إن الصيغة المقترحة رغم صعوبتها، قد تمثل خيارًا واقعيًا في ظل انسداد الأفق السياسي وغياب البدائل.

وأضاف ضهير، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "القبول بحلول وسط، مثل وجود قوات دولية على الحدود، وتمكين السلطة بالتنسيق مع حماس، قد يكون أقل تكلفة من الانهيار أو العودة إلى المواجهة الشاملة، خاصة في ظل تعقيد المشهد الإقليمي والدولي".

وتابع: "هناك إجماع فلسطيني، حتى من السلطة، على أن إدارة غزة يجب أن تكون فلسطينية بالكامل، لكن القلق يتمثل في أن أي قوة دولية قد تكون خاضعة للأجندتين الأمريكية والإسرائيلية".

وحذر ضهير من أن "هذه القوة، في حال اندلاع مواجهة جديدة، قد تنسحب وتترك القطاع في مهبّ الحرب مجددًا".

وأوضح أن "رفض حماس له ما يبرره لرهانها على وجودها الميداني، فحتى إسرائيل تعترف بأن الحركة ما زالت تسيطر على الأرض".

واستدرك ضهير بالقول: "لكن هذا الرفض قد يصطدم بالإرادة الأمريكية، رغم أن واشنطن تُبدي بعض المرونة نتيجة صعوبة فرض أمر واقع في غزة".

وأشار إلى أن الصراع اليوم ليس عسكريًا فقط، بل سياسي، يتعلّق بمن يفرض رؤيته على مستقبل غزة، في ظل تجاذب متواصل قد يطول.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC