تستبق إسرائيل مؤتمر "حل الدولتين" المقرر عقده في الولايات المتحدة خلال الشهر الجاري، بفرض واقع جديد في قطاع غزة والضفة الغربية، وذلك للحيلولة دون تنفيذ أي قرار دولي يمكن أن يعيد للفلسطينيين حقوقهم ويفضي لإقامة الدولة الفلسطينية.
وتستضيف الأمم المتحدة ما بين الـ17 والـ20 من يونيو/حزيران الجاري برئاسة مشتركة سعودية وفرنسية، مؤتمرًا لمناقشة حل الدولتين المرتبط بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يتزامن مع التصعيد العسكري والسياسي الإسرائيلي في الضفة وغزة.
ومن المقرر أن يصدر عن المؤتمر وثيقة ستكون بمثابة خريطة طريق لقيام الدولة الفلسطينية، وتستند إلى أعمال ثماني مجموعات تم تشكيلها، ومهمتها تقديم مقترحات عملية في ثمانية أبواب كاملة تغطي كل جوانب الصراع بين الجانبين.
ويرى الخبير في الشأن السياسي، رياض العيلة، أن "إسرائيل لن تقبل بمخرجات المؤتمر وستعمل بالشراكة مع الولايات المتحدة من أجل إفشال أي جهد بهذا الشأن"، مبينًا أن مسألة إقامة دولة فلسطينية خط أحمر بالنسبة لإسرائيل.
وقال العيلة، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تعمل بشكل متسارع على الأرض بالضفة وغزة لتدمير أي أفكار لحل الدولتين"، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية في الضفة وغزة هدفها الرئيس القضاء على الفلسطينيين وتهجيرهم.
وأضاف: "ما يحدث الآن هو سعي إسرائيلي مدعوم أمريكيًّا لخلق واقع جديد، وإعادة رسم خريطة إسرائيل على مختلف الحدود"، لافتًا إلى أنه بات من الواضح رغبة إسرائيل في السيطرة على أجزاء كبيرة من الضفة واحتلال أجزاء أخرى من غزة.
وتابع: "أي قرار سيصدر عن المؤتمر المرتقب لن يؤدي إلى تغيير مثل هذا الواقع، كما أن أي قرار دولي سيصطدم بالفيتو الأمريكي، وبالتالي فإن القضية الفلسطينية لن تجد أي حل، خاصة في ظل وجود اليمين المتطرف بالحكومة الإسرائيلية".
ويرى الخبير في الشؤون الإقليمية، باسل منصور، أن "المؤتمر يمثل محاولة عربية من أجل توفير حل دولي للقضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن مثل هذه المحاولة لا يمكن أن تنجح دون موقف فلسطيني موحد وإنهاء حالة الانقسام.
وأوضح منصور، لـ"إرم نيوز"، أن "مخرجات المؤتمر ستكون عبارة عن توصيات ومطالب لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع"، مشددًا على أن إسرائيل بإجراءاتها الجديدة دفنت أي أفكار للحل السياسي مع الفلسطينيين.
وأشار إلى أن "إسرائيل بإجراءاتها الأخيرة ضمت فعليًّا أجزاء كبيرة من غزة والضفة الغربية لحكمها، وجعلت الفلسطينيين أمام خيار واحد فقط، وهو الهجرة للخارج"، متابعًا "إسرائيل تحاول فصل جميع المناطق الفلسطينية عن بعضها بعضًا وبالتالي القضاء على فكرة الدولة الفلسطينية".
وزاد: "ستكون مخرجات المؤتمر محاولة جديدة للضغط الدولي على إسرائيل؛ لكنها لن تحقق النتائج المرجوة، خاصة في ظل الدعم المطلق الذي تقدمه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحكومة بنيامين نتنياهو"، وفق تقديره.
