لم تهدأ نار المعركة التي خاضتها قوات الحكومة السورية، من أجهزة الأمن الداخلي ووزارة الداخلية، مع فلول النظام السابق، وما خلفته من أحداث دامية في مدن الساحل السوري، حتى اشتعلت معركة أخرى على الحدود.
التطورات الأخيرة على الحدود السورية اللبنانية كان طرفها ميليشيا حزب الله التي بدأت بقصف الأراضي السورية، الأحد، لترد عليها الحكومة السورية بالزج بقوات الجيش للرد على تلك المناوشات.
لكن المشهد العسكري حمل تطورات تصعيدية أكثر حدة من المتوقع، فقد شهدت الساعات الأخيرة معارك واشتباكات حامية الوطيس بين قوات الجيش السوري وميليشيا حزب الله اللبناني، ما أدى لقتل وإصابة عدد من العناصر السورية.
ونتيجة لذلك، قرر الجيش السوري تنفيذ حملة تمشيط في الأراضي اللبنانية لتطهير واستعادة بلدة "حوش السيد علي" التي أكد أفراد الجيش السوري أنها "قطعة من بلادهم احتلتها إيران"، وأن الحملة تهدف إلى "تطهيرها من ميليشا حزب الله وإيران وإعادتها للتراب السوري".
ونشرت منصات وزارة الدفاع السورية مقاطع فيديو وصورًا لآلياتها العسكرية وجنودها لحظة بدء حملة التمشيط في البلدة، إضافة إلى مقاطع توثق المعارك التي تسمع فيها أصوات الرصاص والانفجارات الناجمة عن القذائف.
وعلى إثر ذلك صعّد حزب الله من قصفه الصاروخي على الحدود السورية ليسقط 5 من أفراد الجيش السوري قتلى، في وقت طالب فيه الرئيس اللبناني جوزيف عون جيش بلاده بالرد على مصادر النيران.
الجيش اللبناني بدوره، أعلن أن وحداته العسكرية تعمل على تعزيز تمركزها الدفاعي لوقف الاعتداءات على الأراضي اللبنانية.
وأكد أنه يجري اتصالات مستمرة مع السلطات السورية لاستعادة الهدوء وضبط الوضع في المنطقة الحدودية.
وزارة الدفاع السورية أعلنت عقب ذلك عن إرسال تعزيزات من الفرقة 52 في الجيش لضبط الأمن وطرد مليشيات حزب الله من الحدود، مؤكدة أن "حوش السيد علي قرية سورية تمركز فيها عناصر من حزب الله وجعلوها ممرا لتهريب المخدرات".
وأكدت الوزارة أن "الجيش طرد مليشيا حزب الله من قرية حوش السيد علي ويصد محاولة جديدة لدخولهم إليها"، مشددة على أن العمليات ما تزال مستمرة.
وقالت: "بعد غدر ميليشيا حزب الله بثلاثة من مقاتلينا وتصفيتهم ميدانياً أمس، بدأنا قبل قليل تمشيط الأراضي والقرى السورية المحاذية للحدود اللبنانية غربي مدينة القصير".
ويرى مراقبون أنه في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة السورية إخماد نار الاقتتال الداخلي الطائفي ودحر فلول النظام السابق ومنعهم من العودة للساحة بأي شكل، وجدت نفسها أمام جبهة جديدة على الحدود قد يشكل صداعا لها، دون إغفال الجانب الإسرائيلي من المعادلة.
وشدد مراقبون على أن حكومة الشرع مطالبة بالسيطرة على الأوضاع داخليا وخارجيا لضمان تثبيت أركانها كدولة، وعدم فتح أكثر من جبهة معا لعدم استنزاف مواردها في معارك جديدة في ذات الوقت.