مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ
بدأ الجيش الإسرائيلي تكثيف نشاطه العسكري في قطاع غزة، بعد فترة هدوء حذر شهدها القطاع بعد نحو أسبوعين من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بناءً على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وعاد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات نسف واسعة في المناطق الشرقية من قطاع غزة، وكذلك تنفيذ عملية اغتيال مستهدفة نفذها وسط القطاع، هي الأولى من نوعها.
وباستثناء موجة تصعيد استمرت لبضع ساعات، الأحد الماضي، اندلعت إثر هجوم على آلية إسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة، سادت حالة هدوء ميداني في غالبية مناطق القطاع.
وتعكس التحركات العسكرية للجيش الإسرائيلي محاولة صياغة جديدة لقواعد الاشتباك واتفاق وقف إطلاق النار، وفرض واقع جديد على الأرض، تمنح فيه إسرائيل لنفسها هامشًا أوسع للتحرك عسكريًّا دون أن يؤدي ذلك لانهيار الاتفاق.
وعاد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات نسف واسعة، في مناطق شرق مدينة غزة، وسبقها عمليات مماثلة في دير البلح وسط قطاع غزة وخان يونس جنوب القطاع، وهي مناطق شرق "الخط الأصفر" الذي يتمركز عنده الجيش الإسرائيلي بناءً على خطوط الانسحاب من عمق غزة.
وخلال الأيام الأولى من سريان اتفاق وقف إطلاق النار كانت المناطق الشرقية من "الخط الأصفر" مشمولة بالاتفاق، وتوقفت فيها العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في وقت سابق، من يوم السبت، إن "نزع السلاح من غزة من خلال تدمير أنفاق حماس هو الهدف الإستراتيجي الأكثر أهمية لتحقيق النصر في غزة".
وأضاف في بيان عبر "إكس" أنه "لا يزال 60% من أنفاق حماس موجودًا"، مشيرًا إلى أنه أعطى توجيهاته لقوات الجيش الإسرائيلي بوضع تدمير الأنفاق في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش "أولوية مركزية".
وقال إن "هذا بالتوازي مع الحوار الذي نجريه مع الولايات المتحدة، حول أهمية وخطورة هذا التحرك، والحاجة إلى إيجاد طريقة للتعامل بشكل شامل مع تفكيك وتدمير جميع أنفاق حماس".
ومساء السبت، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية اغتيال مستهدفًا فيها قياديًّا في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، في عملية هي الأولى من نوعها منذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "أغار على عنصر من الجهاد الإسلامي خطط لتنفيذ مخطط ضد قوات الجيش الإسرائيلي على المدى الزمني الوشيك"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لإزالة أي "تهديد فوري".
ورغم عدم توضيح الجيش الإسرائيلي لطبيعة التهديد الذي تمَّت على إثره محاولة الاغتيال، خاصة أنها تمت في أقصى غرب القطاع، وبعيدًا عن أماكن انتشار وتواجد القوات الإسرائيلية، فإن مراقبين وجدوا فيها "اختبارًا حاسمًا" لاتفاق وقف إطلاق النار.
ويرى المحلل السياسي تيسير عابد، أن محاولة الاغتيال في النصيرات تعتبر الخرق الأخطر منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، لافتًا إلى أنها جاءت بعد زيارة أهم أربع شخصيات أمريكية بعد ترامب لإسرائيل.
وقال عبر صفحته على فيسبوك: "القصف يعتبر اختبارًا حاسمًا فيما إن كانت غزة ستصبح لبنان أخرى، أم أن الاتفاق سيمضي وسيعتبر ما حدث الليلة حالة استثنائية لن تتكرر".
ويبرز التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة واستئناف أشكال متعددة من العمليات العسكرية في القطاع، دون الوصول لانهيار اتفاق وقف إطلاق النار، ضمن محاولات "جس نبض" من إسرائيل لسياسات الولايات المتحدة حول إطلاق يد إسرائيل في غزة.
وسلطت تقارير إسرائيلية الضوء على ما قالت إنه سيطرة أمريكية بالكامل على ما يتعلق بالقرارات العسكرية الإسرائيلية بشأن غزة لمنع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة بعد إنشاء مركز التنسيق الذي يضم قوات أمريكية في كريات غات جنوب إسرائيل.
وبينما رأى محللون إسرائيليون أن ما تقوم به الولايات المتحدة "تدخّل مباشر" في حرية العمل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، إلا أن التحركات العسكرية الأخيرة تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول كسر هذه القاعدة، عبر الإبقاء على هامش يتيح له التحرك عسكريًّا ضمن نطاق لا يثير غضب الولايات المتحدة.