بعد أسبوعين من الحصار والقصف المكثف على مخيم جباليا شمال غزة، اقتحمت القوات الإسرائيلية اليوم الجمعة مستشفى كمال عدوان، آخر مستشفى يعمل في المنطقة.
وأجبرت القوات الطواقم الطبية والإسعافية على مغادرة المكان، وأخلت المرضى واعتقلت عشرات المواطنين، إذ جُمعوا في ساحة قريبة من المستشفى وجُردوا من ملابسهم، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة، ولا يزال مصيرهم مجهولًا حتى الآن.
وتكررت مشاهد الاعتقال خلال الأيام الماضية وسط موجات نزوح جماعية للآلاف من السكان، إذ فرضت القوات الإسرائيلية حصارًا مشددًا وصعوبات على دخول المساعدات، بالإضافة إلى دعوتها للسكان لمغادرة منازلهم مجددًا.
ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي الجديد على شمال القطاع في السادس من أكتوبر، أفادت التقارير بسقوط نحو 800 قتيل، وفق الدفاع المدني الفلسطيني.
وحذرت جهات دولية من أن الحصار والتجويع يهددان بتفريغ المنطقة من سكانها، بينما ذكرت وكالة "الأونروا" أن نحو 20 ألف شخص أجبروا على مغادرة مخيم جباليا، بمن فيهم النازحون إلى مراكز الإيواء التابعة لها.
وأكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة أن شمال غزة يعيش "أحلك" لحظات الحرب، محذرًا من أن ممارسات إسرائيل قد تصنف "جرائم فظيعة".
وقال فولكر تورك في بيان "من غير المعقول أن يتفاقم الوضع يومًا بعد يوم، إن سياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من الفلسطينيين جميعهم، نحن نواجه ما قد يرقى إلى مستوى الجرائم الفظيعة، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية".
من جهته، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا، أفاد فيه بنقل 49 مريضًا ومرافقًا، مع توفير شاحنة وقود و180 جرعة دم، بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، في خطوة قال إنها تهدف لدعم الخدمات الإنسانية في غزة.
إلا أن الوضع تفاقم مجددًا في ساعات الصباح الأولى عندما عادت الدبابات الإسرائيلية وأطلقت النار على المستشفى، مستهدفة محطة الأوكسجين، ما أدى إلى وفاة بعض الحالات التي كانت تعتمد على أجهزة التنفس، وطالب مدير التمريض بتدخل عاجل من الأمم المتحدة لحماية المرضى والطواقم الطبية.
في الوقت ذاته، أوضح الجيش الإسرائيلي أن عملياته في منطقة جباليا تهدف إلى "تصفية المخربين وتدمير بنى تحتية تابعة لحماس" على حد تعبيره.
وأشار إلى أنه سمح سابقًا بإخلاء المرضى من المنطقة.
وتشير تقارير إلى نزوح نحو 45 ألف فلسطيني من شمال غزة منذ بدء العملية، على حين دعا الجيش السكان البالغ عددهم أكثر من 300 ألف في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا إلى المغادرة جنوبًا عبر "الممر الآمن".