وسّعت إسرائيل من وجودها في الجنوب السوري خلال اليومين الماضيين، في خطوة يرى سكان المنطقة أنها تعكس نية الجيش الإسرائيلي الإقامة الدائمة في المدن والبلدات التي سيطرت عليها منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأكد شهود عيان من سكان المنطقة، لـ"إرم نيوز"، أن الطريقة التي يتبعها الجيش الإسرائيلي في بناء ما يُطلق عليه "المنطقة العازلة" مثيرة للريبة بما تتكون منه من تحصينات دفاعية وأنفاق وأسلاك شائكة وأنظمة مراقبة ذات تقنية متقدمة.
وقالوا إن هذه المنطقة باتت تتكون من ثلاثة حواجز محصنة، تشمل منطقة عازلة، يأتي بعدها السياج الأمني، الذي يتلوه منصات دفاعية تم نصبها في منطقة الجولان.
وكان الجيش الإسرائيلي استبق إقامة هذه التحصينات الضخمة بعمليات تجريف واسعة للأراضي التي توغل فيها مع سقوط نظام الأسد وعمل على بناء قواعد عسكرية عليها، وقام بربط هذه القواعد بطرق معبدة تمتد إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وبالتزامن مع ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي نقل معدات عسكرية إلى القواعد التي أقامها في هذه الأراضي السورية التي أحاطها بسواتر ترابية كبيرة،
وكانت مصادر سورية مطلعة كشفت في وقت سابق لـ"إرم نيوز" عن بدء إسرائيل ببناء مطار خاص بالمروحيات على بعد 30 كيلومترًا فقط من العاصمة دمشق وتحديدًا في ريف القنيطرة الشمالي.
وجاء الكشف عن إنشاء المطار الإسرائيلي، الذي يعد الأول من نوعه في الأراضي السورية التي احتلها الجيش الإسرائيلي منذ ديسمبر الماضي، بعد وقت قليل من تصريحات القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع التي قال فيها "إنه لن يقبل بسيطرة القوات الإسرائيلية على الأراضي السورية".
ويعد استمرار إسرائيل بتثبيت وجودها في الأراضي السورية مؤشرًا واضحًا على عدم نيتها الانسحاب من هذه الأراضي.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي وسع من مساحة رقعة توغلاته في محافظات الجنوب السوري منذ ديسمبر الماضي، وشملت حتى الآن نحو 20 بلدة وقرية واقعة في مدينتي القنيطرة ودرعا ومناطق متعددة على امتداد الجولان وقمة جبل الشيخ.
وتُقدر مساحة الأراضي السورية التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي حتى الآن بنحو 500 كيلومتر مربع، في كافة محافظات الجنوب السوري.