
أفاد مسؤولون أمريكيون بأن طائرة مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper أُسقطت عن طريق الخطأ، يوم الاثنين، شمال سوريا، على يد قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة.
وأوضح المسؤولون أن "قسد" اعتقدت أن الطائرة المسيّرة تركية وأسقطتها معتقدة أنها تشكل تهديدًا. ويأتي ذلك في سياق اشتباكات بين مسلحين مدعومين من تركيا وقوات "سوريا الديمقراطية" شمال البلاد، في مناطق خضعت للسيطرة الكردية معظم العقد الماضي، وفقاً لشبكة "سي إن إن".
ويسلط حادث إسقاط الطائرة، التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، الضوء على الطبيعة الفوضوية للصراع الدائر شمال سوريا.
قال المسؤولون الأمريكيون إن كبار المسؤولين الأمريكيين أجروا اتصالات مكثفة مع نظرائهم الأتراك، لحثهم على التهدئة وتجنب التصعيد.
كما ساعدت الولايات المتحدة في التوسط لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار، يوم الثلاثاء، بين قوات "سوريا الديمقراطية" والقوات المدعومة من تركيا. وفي إطار الاتفاق، وافقت "قسد" على الانسحاب من مدينة منبج ذات الأغلبية الكردية.
وتتألف قوات "سوريا الديمقراطية" من مقاتلين أكراد ينتمون إلى "وحدات حماية الشعب"، التي تصنّفها تركيا منظمة "إرهابية". وتعمل القوات الأمريكية جنبًا إلى جنب مع "قسد" في سوريا ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش".
والطائرة المسيّرة، التي يمكن التحكم فيها عن بعد بواسطة القوات الجوية الأمريكية، تُستخدم لأغراض المراقبة والضربات الجوية.
ولم يُعلن عن المهمة التي كانت تقوم بها وقت إسقاطها، لكن الولايات المتحدة تواصل عملياتها ضد تنظيم داعش في سوريا رغم التعقيدات السياسية والعسكرية في المنطقة.
وصرح مسؤول دفاعي أمريكي أن القوات الأمريكية استعادت بعض أجزاء الطائرة المسيّرة ودمرت البقية.
وأضاف أن القوات الجوية الأمريكية تُقيّم الإجراءات التي أدت إلى الحادث وستعمل على تعديل التكتيكات والتقنيات والإجراءات لضمان حماية القوات الأمريكية وقوات التحالف وشركائها.
وجود أمريكي مستمر
ولا يزال حوالي 900 جندي أمريكي في سوريا كجزء من التحالف الدولي لمحاربة داعش، وأكد المسؤولون الأمريكيون التزامهم بالحفاظ على هذا الوجود لمنع التنظيم الإرهابي من إعادة تشكيل نفسه.