أفادت القناة "12" العبرية بأن الجيش الإسرائيلي نفّذ عملية تحصين غير مسبوقة منذ سنوات على الحدود بين الأراضي التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية في الجولان والأراضي السورية، وسط حالة من القلق المتصاعد من احتمالية وقوع اختراق جماعي للحدود من قبل الدروز.
يأتي ذلك، على خلفية الغضب المتزايد من "اتفاق مزعوم" بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس المرحلة الانتقالة أحمد الشرع.
وذكرت القناة أن الفرقة 210 الشمالية في الجيش الإسرائيلي اتخذت خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة من الإجراءات لتأمين السياج الحدودي، في ظل تكرار محاولات التسلل من قبل دروز من داخل إسرائيل إلى الأراضي السورية، وهو ما أصبح ظاهرة ملحوظة في الفترة الأخيرة.
وشملت هذه الإجراءات بناء جدران خرسانية جديدة على طول الحدود، بهدف إنشاء منطقة عازلة بين السياج الأمني وبلدة مجدل شمس الواقعة مباشرة على الحدود، إلى جانب تركيب أسلاك شائكة كثيفة في عدة نقاط، كما تم إعلان أجزاء من الطرق القريبة من الحدود كمناطق عسكرية مغلقة لمنع التجمعات والحد من الحشود.
إلى جانب ذلك، أقامت الشرطة الإسرائيلية عدة حواجز في هضبة الجولان لمنع المتظاهرين من الوصول إلى الحدود، ومنع محاولات الاقتراب من المناطق المحتملة للعبور إلى الأراضي السورية.
وبحسب التقارير العبرية، شهدت الليلة الماضية تجدد تجمعات الدروز من الجانب الإسرائيلي عند الحدود، إلا أنها لم تشهد محاولات تسلل كما حدث في الليلة السابقة، ورغم ذلك، نشر الجيش الإسرائيلي مزيداً من القوات في المنطقة، بالتعاون مع الشرطة، وأقام نقاط تفتيش على طول مسار السياج لرصد أي تحركات مسبقة.
ويواصل الجيش جهوده لإعادة المدنيين الذين عبروا الحدود إلى سوريا، حيث أفادت المصادر أن معظمهم قد عاد بالفعل، فيما لا يزال عدد قليل داخل الأراضي السورية بعد عبورهم خلال عطلة السبت. وتُقدّر أعداد الدروز الإسرائيليين الذين عبروا إلى سوريا بنحو ألف شخص، في حين تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى عدم وجود أي مدنيين سوريين حالياً داخل إسرائيل، وسط تضارب في المعلومات حول هذه النقطة.
وتسود المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حالة من القلق إزاء احتمال وقوع تسلل جماعي من جانبي الحدود، فيما تؤكد مصادر عسكرية أن تعليمات إطلاق النار لا تزال صارمة، وأن الجيش لا يستهدف الدروز تحديداً.
وقال مصدر في الجيش: "إذا كان المتسللون إرهابيين، فسنتصرف بحزم. لكن حين يتعلق الأمر بمدنيين إسرائيليين، فإن الأمر يصبح أكثر تعقيداً".
وفي بيان صباح الاثنين، أكد الجيش الإسرائيلي أن السياج الحدودي لم يُخترق خلال الساعات الماضية، لكنه أقر بصعوبة السيطرة الكاملة على دخول المدنيين، خاصة خلال الفعاليات الجماهيرية. كما أوضح أن الجنود يحاولون أحياناً التحدث مباشرة مع المتسللين، محذرين إياهم من العواقب بالقول: "أنتم تدخلون أراضي دولة معادية".