قالت مصادر سورية مطلعة إن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شرعت في تفكيك محتويات عدد من حقول النفط والغاز والقواعد العسكرية التي أخلتها قوات التحالف الدولي أخيرا ضمن عملية إعادة تموضعها في شمال شرق سوريا.
وذكرت المصادر لموقع "إرم نيوز" أن عمليات التفكيك طالت حقول كونيكو، وصفيان، والثورة، والعمر، إضافة إلى قواعد عسكرية أخرى، أبرزها قاعدة الشدادي جنوب محافظة الحسكة، والتي كانت تشكّل نقطة استراتيجية للوحدات الخاصة الأمريكية وتضم مهبطاً للطائرات المروحية والمسيرة، وكان يتمركز فيها نحو 350 عنصراً من القوات الأمريكية.
وأشارت المصادر إلى أن "قسد"، التي تواجه أزمة مالية متفاقمة نتيجة تراجع الدعم الأمريكي وخسارة مواقع استراتيجية، ربما تسعى لإعادة استخدام المعدات المفككة من أسلحة وأجهزة لوجستية ومواد بناء لتعزيز قدراتها أو بيعها لتمويل عملياتها.
ووفقاً للمصادر، فإن آبار الغاز تعرّضت لعملية تدمير ممنهجة بعد تفكيك معداتها ونقلها، في خطوة تهدف لمنع الحكومة السورية من إعادة تشغيلها، رغم اتفاق موقع في مارس/ آذار الماضي بين دمشق و"قسد" ينص على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية، بما فيها المعابر والمطارات وحقول النفط والغاز، ضمن إدارة الدولة السورية، وهو اتفاق لم يُنفذ سوى جزئياً حتى الآن.
وأفادت المعلومات بأن قاعدة الشدادي شهدت إزالة الخرسانات الدفاعية وتجهيزات أخرى قبل نقل محتوياتها إلى مناطق خاضعة لسيطرة "قسد".
ويأتي هذا التطور تزامناً مع بدء الولايات المتحدة في تقليص وجودها العسكري في سوريا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عزمها خفض عدد القوات إلى أقل من ألف جندي خلال الأشهر المقبلة، مع توحيد الوحدات المتبقية تحت مظلة "قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب".
وكانت قوافل أمريكية تضم عشرات الآليات قد بدأت بالفعل بالانسحاب من مواقع تابعة لـ"قسد" في محافظة الحسكة باتجاه شمال العراق مطلع أبريل/ نيسان الماضي.