تشهد سوريا تصاعدًا في التوترات والاحتجاجات المسلحة، التي يخشى مراقبون أن تكون شرارة لثورة مضادة تهدف إلى زعزعة الاستقرار بعد سقوط نظام الأسد.
وفيما تتجه الأنظار نحو الأطراف المحلية المشاركة في هذه المواجهات، توجه أصابع الاتهام مباشرة إلى إيران بتدبير هذا المخطط، سعيًا لإعادة تشكيل المشهد السوري بما يخدم أجندتها الإقليمية.
وأكدت مصادر سورية مطلعة لـ"إرم نيوز"، أن إيران تعمل على استغلال حالة الفراغ السياسي والأمني التي أعقبت سقوط الأسد لتأجيج الاحتجاجات وإثارة الفوضى في سوريا، خاصة في مدن الساحل السوري، بهدف تحقيق أهداف إستراتيجية تضمن استمرار نفوذها في المنطقة.
وأضافت المصادر أن طهران تدعم مجموعات مسلحة وقوى محلية موالية لها، لضمان تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية متناحرة تخدم مصالحها.
وأوضحت المصادر أن إيران لا تزال تحرك خيوط اللعبة في سوريا عبر دعم مباشر وغير مباشر للميليشيات التي تسعى إلى تقويض القيادة السورية الجديدة.
وأشارت إلى أن هذه المحاولات تشمل تمويل وتسليح ميليشيات محلية كانت جزءًا من النظام السابق، بالإضافة إلى استقطاب جماعات معارضة أخرى لتأجيج الصراع الداخلي.
وشهدت الأيام الماضية احتجاجات ومواجهات مسلحة في عدة محافظات سورية، أبرزها في الساحل السوري وريف دمشق.
وتُتهم الميليشيات الموالية لإيران بتأجيج الأوضاع في مناطق متعددة عبر تنظيم عمليات مسلحة ضد القوات الأمنية والفصائل المعارضة، وتزامن ذلك مع مظاهرات اندلعت في مدن الشمال السوري، وامتدت إلى العاصمة دمشق، إثر أحداث مرتبطة بتوترات طائفية.
في ظل هذه التطورات، دفعت القيادة العسكرية الجديدة في دمشق بتعزيزات كبيرة إلى مدن الساحل السوري في محاولة لاحتواء الوضع، وتشير التقارير إلى استمرار المواجهات في بعض المناطق، وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع.
وتحدثت المصادر عن تورط ضباط سابقين في الجيش السوري وميليشيات موالية للنظام السابق في العمليات المسلحة، بدعم إيراني مباشر.
وتهدف هذه العمليات إلى استعادة مناطق إستراتيجية، وإضعاف النظام الجديد في دمشق، ما يعكس رغبة إيران في الحفاظ على نفوذها الذي تراجع بعد سقوط الأسد.
ويبدو أن إيران تسعى لإعادة صياغة الخارطة السورية بما يتماشى مع طموحاتها الإقليمية، وهو ما يهدد بإعادة البلاد إلى دوامة الحرب الأهلية.
