عادت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة حماس، لاستخدام الطائرات المسيرة في عملياتها ضد الجيش الإسرائيلي المتوغل داخل قطاع غزة.
ووفق موقع "واللا" العبري، فإن "مقاتلي حماس عادوا مجددًا لاستخدام المسيرات في هجماتهم التي استهدفت الجيش الإسرائيلي شمالي القطاع"، مبينًا أن تصاعد وتيرة استخدام المسيرات يعكس تغيرًا ميدانيًا "مقلقًا" للجيش الإسرائيلي.
ووفق الموقع، فإن "المقاتلين الفلسطينيين استخدموا المسيرات من خلال إلقاء قنبلة يدوية من طائرة مسيرة فوق القوات الإسرائيلية، الأمر الذي أسفر عن إصابة جنديين شمالي القطاع، إذ إن حماس تستخدم المسيرات لجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ عمليات هجومية".
ويرى الخبير في الشأن العسكري قاصد محمود، أن "عودة حماس لاستخدام الطائرات المسيرة يأتي في إطار سعيها للتأكيد على بقاء جناحها المسلح وعدم نجاح إسرائيل في تدمير قدراتها العسكرية، وقد تزيد استخدام المسيرات خلال الفترة المقبلة".
وقال محمود لـ"إرم نيوز"، إن "الحركة استخدمت هذا النوع من الأسلحة بشكل قليل جدًا خلال الحرب الحالية مع إسرائيل، وهو الأمر الذي يمثل إشارة إلى رغبتها في استخدامه بالوقت المناسب، وخلال المواجهة المباشرة مع الجيش الإسرائيلي".
وأضاف: "يبدو أن حماس تسعى لإيصال رسالة لإسرائيل مفادها أنها مستعدة لحرب طويلة الأمد، وأنها يمكن أن تواصل القتال بطرق متعددة وفي المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بالكامل، وهو ما سيثير قلق المؤسسات الأمنية والعسكرية".
وتابع محمود: "بتقديري حماس لا تمتلك عددًا كبيرًا من تلك المسيرات، وما يتوفر لديها هو من مخزون التصنيع الذي عملت على مراكمته خلال السنوات الماضية"، مستبعدًا أن تكون تلك المسيرات من إنتاج جديد وخلال الحرب الحالية.
ولفت إلى أن "الحركة ليس لديها القدرة على التصنيع في الوقت الحالي أو ترميم ما خسرته خلال الحرب".
وأكد محمود، أن "استخدام المسيرات يمثل نوعًا من الضغط الذي تمارسه حماس على إسرائيل من أجل التوصل لاتفاق للتهدئة".
بدوره، يرى الخبير في الشؤون الأمنية رفيق أبو هاني، أن "الجناح المسلح لحماس يحاول في الوقت الحالي تطبيق النموذج الأوكراني في المواجهة مع إسرائيل، وسيعتمد في المرحلة المقبلة على الطائرات المسيرة المفخخة".
وأوضح أبو هاني لـ"إرم نيوز"، أن "الحركة تريد تغيير معادلة القتال مع الجيش الإسرائيلي في غزة، ما سيجبر القيادة السياسية بحكومة بنيامين نتنياهو على تغيير معادلتها في المفاوضات، وذلك سيكون سببًا في تغيير ميداني للطرفين".
وزاد: "قد تلجأ إسرائيل إلى تغيير استراتيجياتها العسكرية لمواجهة محاولات حماس الجديدة، عبر تكثيف العمليات العسكرية في مختلف المناطق، والعمل على إلحاق أكبر قدر من الضرر بالجناح المسلح للحركة خلال الفترة المقبلة".
ولفت إلى أن "محاولات حماس قد يكون لها نتائج عكسية تتعلق بتكثيف وتيرة القتال وزيادة مساحة العمليات العسكرية بمختلف المناطق".