أكد مصدر أمني أن الجيش اللبناني لن يسمح بالعودة العشوائية إلى الجنوب تحت أي ظروف حتى لو اضطر لمنع المدنيين من الدخول إلى مناطقهم بالقوة.
وأضاف المصدر أن هذه الخطوة هدفها الحرص على حياة المواطنين وتنظيف المناطق التي تم الانسحاب منها من بقايا الحرب من قذائف وصواريخ غير منفجرة.
إلى جانب "سحب جثامين قتلى حزب الله الذين لا يزالون تحت الأنقاض"، وفق المصدر الذي أشار إلى أن "العديد من المناطق ستظل تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي ودخول المدنيين بشكل عشوائي سيعرضهم إما لإلقاء القبض عليهم أو تعرضهم لإطلاق النار من قبل الإسرائيليين".
وتابع في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "آخر المعطيات من الجنوب تؤكد أيضًا قيام الجيش الإسرائيلي بقطع العديد من الطرقات الرئيسة وتخريبها تمامًا بحيث أصبحت غير صالحة لتنقل السيارات والآليات مع رفع السواتر الترابية العالية".
وأشار إلى أن "الجيش أحكم سيطرته على المناطق التي سبق للجيش الإسرائيلي وانسحب منها، كما قام بإحكام السيطرة على المعابر الأساسية لمنع أي دخول غير منسق من قبل المدنيين".
وأكد أن "عملية العودة إن تمت بعشوائية وحسب مصادر قريبة من اللجنة الخماسية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار ستعطي ذريعة لإسرائيل دون شك للتدخل الفوري تحت حجة تسلل عناصر الحزب بين المدنيين وإدخالهم أسلحة وذخائر إلى المنطقة التي من المفترض أن تكون منزوعة السلاح تمامًا".
بدوره، قال المحلل السياسي محمد العبد الله إن الدعوات إلى إقامة نقاط تجمع لأهالي القرى الجنوبية للدخول إلى قراهم وبلداتهم ولو بالقوة غدًا ليست إلا أحاديث إعلامية تقوم بها آلة حزب الله الإعلامية للضغط على رئيسي الجمهورية والحكومة.
وأضاف العبد الله أن آلة الحزب تستعمل الانسحاب الإسرائيلي ذريعة للمطالبة بالإبقاء على السلاح وتبرير أي عمليات قد تعيد التوتر إلى مناطق الجنوب من جديد، خاصة أن التشكيلة الحكومية باتت قاب قوسين أو أدنى للإعلان عنها.
وتابع: "بالتالي سيقوم الثنائي الشيعي بالضغط داخليًّا لإبقاء الصيغة الثلاثية "جيش، شعب، مقاومة" التي وردت في معظم البيانات الحكومية السابقة، والتي أعطت الشرعية لسلاح حزب الله وحلفائه".
وقال لـ"إرم نيوز" إن "حزب الله يريد أيضًا وضع الجيش اللبناني في مواجهة المدنيين بعد صعود أسهمه خلال الفترة الماضية ووصول قائد الجيش جوزف عون إلى سدة الرئاسة، وذلك لإضعافه وتصويره بأنه غير قادر على إرجاع المدنيين وغير قادر على إرجاع الأراضي التي احتلتها إسرائيل مؤخرًا".
وأضاف: "نجاح الجيش في مهمة الانتشار وبقاء علاقته الطيبة مع أبناء الجنوب سيضعف من دون شك من سيطرة الحزب الذي كان يقدم نفسه بأنه الوحيد القادر على التحرير ومواجهة إسرائيل، خاصة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها والتي أدت إلى سحبه لعناصره إلى منطقة شمال الليطاني وخروجه من جنوب الليطاني بشكل كامل".
