انتقد مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض جيك سوليفان قادة إسرائيل لأنهم يهدفون إلى شن حرب بلا نهاية لاعتباراتهم السياسية ومكاسب عملياتية ضئيلة.
وقال سوليفان، في تقدير موقف تصدر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم الجمعة، إن إسرائيل قوية وأعداءها ضعفاء، لكنها لم تترجم إنجازاتها العسكرية إلى استراتيجية تضمن أمن سكانها على المدى الطويل.
وأشار إلى أن ما وصفه بالمذبحة المروعة، والكارثة الإنسانية المستمرة للفلسطينيين الأبرياء، تتسبب بعزلة إسرائيل دولياً التي تتسع وتتعمق وتتفاقم مع الوقت، و"هذا يضر بأمنها ورخائها على المدى الطويل". حسب سوليفان.
وطالب المسؤول الأمريكي السابق تل أبيب بتطوير الهدف في المفاوضات، إذ ينبغي أن يتجاوز مسألة وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً ليشمل عرضاً "جريئاً وفورياً"، وهو إنهاء الحرب، مقابل العودة السريعة لجميع الرهائن الأحياء والأموات، وهو تقريبا ما تطالب به إدارة ترامب هذه الأيام.
وبحسب سوليفان، لا مزيد من الجدل حول المراحل، ولا مزيد من التصريحات العلنية من الوزراء الإسرائيليين بأن الحرب قد تُستأنف خلال شهرين.
واقترح المسؤول الأمريكي السابق أن تُسلم حماس السيطرة الإدارية على غزة إلى هيئة فلسطينية مدعومة من دول المنطقة، على أن يُساعد المجتمع الدولي في المهمة الجسيمة المتمثلة في إعادة إعمار غزة.
وأوضح سوليفان أنه يعتقد أن حماس ستضطر في النهاية إلى الموافقة على هذا العرض، خاصةً إذا حشدت الولايات المتحدة دعم العالم له ومارست ضغطًا كبيرًا عليها.
وأضاف أن استمرار القتال يحول دون أي إمكانية لرؤية إيجابية للاستقرار الإقليمي وتطبيع العلاقات.
وأردف سوليفان في استعراضه قائلا إنه قد يرد البعض، لكن مقاتلي حماس ما زالوا في غزة. سأرد عليهم وقتها، فقد أثبت وقف إطلاق النار في جنوبي لبنان أن إسرائيل تستطيع أن تشعر بالأمان دون قتل كل عنصر من حزب الله، وتستطيع إسرائيل التصرف بالطريقة نفسها ضد حماس في غزة.
وأضاف سوليفان في الترويج لاقتراحه: سيقول آخرون، لكن حماس ستُعيد التسلح. سأقول لهم، يُمكن أيضا تطبيق الاستراتيجية التي تنفذها إسرائيل بالفعل في لبنان، وهي منع نقل الأسلحة إلى حزب الله، في غزة أيضًا.
وأوضح إن إسرائيل في وضع أفضل لمنع حماس من إعادة التسلح مقارنة بحزب الله، نظرًا إلى سيطرتها الأوسع على حدود غزة مقارنةً بالحدود اللبنانية.
بالإضافة إلى أنه يُمكن لإسرائيل العمل على صياغة استراتيجية دبلوماسية مع الدول العربية التي دعت حماس أولًا إلى نزع سلاحها.
ويحسب تقدير المسؤول الأمريكي السابق، فإن البديل لإنهاء الحرب هو استمرارها بلا نهاية، بتكلفة أخلاقية واستراتيجية باهظة بالنسبة لإسرائيل، دون تحقيق أي إنجاز حقيقي سوى الهدف الذي يصر عليه اليمين المتطرف، ووصفه بالحقير وغير المقبول، وهو تدمير غزة بالكامل وتقليص عدد سكانها، مع إقامة مستوطنات عليها.
ونصح سوليفان إسرائيل أنه عليها إثبات أن هذا ليس هو الاتجاه الذي تسلكه، وإلا ستُحوّل أصدقاءها إلى منتقدين لها.
وأكد أن التعقيدات التي تواجهها إسرائيل في ساحة المعركة لا تبرر الواقع المروع المتمثل في موت أبرياء جوعًا. واستمرار الحرب يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وأشار سوليفان إلى أنه يتواصل مع كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن المعاناة العميقة التي يعيشها الفلسطينيون الأبرياء، وخاصة الأطفال.
وأضاف: في الأشهر الأخيرة، شهدنا حصارًا مطولًا للسلع الأساسية في جميع أنحاء القطاع، تلاه تطبيق خطة توزيع مساعدات عشوائية ألحقت ضررًا مهينا بالمدنيين الفلسطينيين وأسهمت في خسائر بشرية فادحة.
وبيّن أن المسؤولين الإسرائيليين يدعون أن دخول الشاحنات إلى غزة ليس من مسؤوليتهم، وأن الأمم المتحدة أو حماس هما المسؤولان عن عدم توزيع المساعدات. لكن الحقيقة أن إسرائيل هي من تسيطر عسكريًا على غزة، ولذا فهي مسؤولة عن تهيئة الظروف التي تسمح للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية المحترفين بتوزيع المساعدات على سكان غزة بأمان.