ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
أكدت مصادر لـ "إرم نيوز" أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري سيبلغ الجانب الأمريكي برفض العديد من النقاط التي تم إبلاغه بها كشروط لوقف إطلاق النار.
وبينت المصادر أن الأسباب التي سيبلِّغ بها الأمريكيين ستكون متعلقة بالجانب السيادي، بينما الحقيقة تتعلق أيضًا بالرغبة الإيرانية بالمراوغة إلى حين استلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلطة.
المحلل السياسي عبد النبي بكار قال إن النقاط التي تم إبلاغ لبنان بها من قبل الدبلوماسية الأمريكية عن طريق السفيرة الأمريكية كشروط لوقف النار، وتنفيذ القرار 1701 تعدُّ بالنسبة لحزب الله إعلان هزيمة واستسلام، ليس فقط له، بل أيضًا بالنسبة للدولة اللبنانية.
وأشار المحلل أنه من الشروط أن تحتفظ إسرائيل بحق الدخول إلى الأراضي اللبنانية للقيام بعمليات التفتيش إذا تم رصد أي تحركات مشبوهة لحزب الله، بالإضافة إلى الاحتفاظ أيضًا بحق التجول بالأجواء اللبنانية والمياه الإقليمية للقيام بأعمال المراقبة اليومية، بالإضافة إلى تحديد نقاط يمنع على الجيش اللبناني الانتشار بها.
ويضيف بكار لـ"إرم نيوز" أنه من الواضح أن كلا الجانبين، أي إسرائيل وحزب الله، يلجأان إلى أقصى درجات التصعيد خلال هذه الفترة التي تعدُّ المرحلة الساخنة التي يحاول فيها كل طرف فرض شروطه على الآخر للخروج من المفاوضات بأكبر قدر من المكاسب أو على الأقل دون أي خسائر".
وأضاف بكار "لهذا رأينا التصعيد الإسرائيلي بإعلان بدء المرحلة الثانية من العملية البرية وغزارة الغارات التي تنفذها الطائرات الحربية على العديد من المناطق اللبنانية، وفي المقابل بدأ حزب الله باستهداف أهداف إستراتيجية بنوعية متطورة وجديدة من الصواريخ للضغط على الداخل الإسرائيلي".
من جانبها قالت الدكتورة زينة محمود الباحثة في الشأن اللبناني إن المعلومات التي بينت أن نبيه بري سيرفض الشروط التي تبلغ بها صحيحة، "وهذا الرفض لا يتعلق فقط بالتعدي على السيادة اللبنانية، بل أيضًا يتعلق بالسياسة الإيرانية"، فإيران تريد المماطلة حتى استلام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب سلطته للحصول على صفقة شاملة كانت تعد لها إعدادًا جيدًا منذ فترة طويلة.
وتضيف زينة لـ"إرم نيوز" أن إيران تتدخل بشكل مباشر بالمفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار، ولهذا نرى موفدين إيرانيين يصلون إلى لبنان لمتابعة المجريات شخصيًّا لنقل الرسائل إلى حزب الله وحلفائه من خلال اللقاء ببعض الشخصيات السياسية، خاصة رئيس مجلس النواب الذي يعدُّ حلقة الوصل السياسية مع حزب الله".
وحاليًّا بعد الحديث عن النقاط التي تسلمها بري وفقًا للباحثة، فقد وصل إلى بيروت علي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي لإبلاغ بري بضرورة كسب الوقت، والمماطلة لأطول فترة ممكنة، التي قد تصل إلى شهرين إن أمكن، وتؤكد مصادر حسب محمود أن لاريجاني أصر على بري أن لا يكون سلبيًّا وصلبًا خلال عملية التفاوض، بل أن يكون مرنًا ودبلوماسيًّا حتى لا يقفل باب المفاوضات.
وتؤكد الباحثة في الشأن اللبناني أن زيارة لاريجاني أتت أيضًا للتأكيد على بري عدم الإذعان لأي شرط يهدف إلى إضعاف نفوذ حزب الله بشكل تام، وأظهره بأنه خسر الحرب وبأن إيران تخلت عنه؛ لأن هذا يعني اعتراف إيران بأنها موافقة على إنهاء وجود أذرعها في منطقة الشرق الأوسط، التي يعدُّ حزب الله الأداة الأولى والأساسية التي أسست باقي الأذرع".
وشددت على أن هذا لو حصل سيضعف الموقف الإيراني مع الإدارة الأمريكية الجديدة خلال عملية التفاوض التي ستشمل العديد من الملفات، منها الملف النووي وملف العقوبات والأموال المحتجزة بسببها، بالإضافة إلى مسالة التوغل الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وصولًا إلى اليمن.