ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
أثارت زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى تونس، أمس الأربعاء، تساؤلات حول دلالاتها، خاصة أنها تأتي في وقت تفقد فيه طهران نفوذها بالشرق الأوسط، في خضمّ الضربات التي وجهتها إسرائيل إلى أذرعها على غرار حركة حماس وميليشيا حزب الله.
وعلى هامش الزيارة، اتفقت طهران مع تونس على إلغاء التأشيرة لمدة 15 يومًا للإيرانيين الراغبين في زيارة البلاد.
وقال عراقجي إن زيارة الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى إيران في مايو / أيار العام الماضي لتقديم العزاء بوفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي "شكلت منعطفًا في تاريخ العلاقات بين إيران وتونس".
وتأتي هذه الزيارة بعد أسابيع من الضربات التي وجهتها إسرائيل للمنشآت النووية في إيران، وبعد يوم واحد من هجوم إسرائيلي استهدف الوفد المفاوض لحركة حماس الفلسطينية في العاصمة القطرية الدوحة.
وتوجّه عراقجي بالشكر إلى تونس لـ "إدانتها العدوان الإسرائيلي والأمريكي الغاشم" على بلاده، وفق وصفه.
وبهذا الإطار، قال المحلل السياسي التونسي، مراد علالة، إن "هناك تقدما كبيرا في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري وحتى السياحي، وتعزيزا للعلاقات الثنائية بين تونس وإيران"، لافتًا إلى أن "هناك تناغما وتقاطعا في المواقف السياسية إزاء بعض القضايا الإقليمية والدولية".
وأضاف علالة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "المصلحة المشتركة سواء في جانبها الاقتصادي أو التجاري أو السياسي أو الثقافي هي التي تحكم الآن العلاقة بين إيران وتونس، وأي انفتاح لا يمكن إلا أن يخدم تونس خاصة مع فتح سوق سياحية مهمة هي السوق الإيرانية".
وشدد على أنّ "هذا التقارب مهم طالما أن تونس قادرة على حفظ مصلحتها الأمر الذي يعد خطوة مهمة، وأي مخاوف لا يمكن أن تكون مبررة في ظل الحفاظ على مصالح تونس الاقتصادية في الوقت الحاضر على الأقل".
ومنذ فترة من الزمن، تسود مخاوف من أي تقارب بين تونس وإيران، خاصة في ظل العزلة التي باتت تعاني منها طهران في الشرق الأوسط بسبب تكثيف إسرائيل حملتها على وكلائها، على غرار حركة حماس وميليشيا حزب الله.
واعتبر المحلل السياسي، محمد صالح العبيدي، أنّ "المخاوف مشروعة خاصة أن إيران تخضع لعقوبات دولية، تعززت بعد إعادة تفعيل آلية الزناد الأوروبية مؤخرًا، وبالتالي أي تقارب كبير معها قد يعرض المصالح التونسية إلى أخطار".
وأوضح العبيدي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "لا يمكن إلا تشجيع تونس على الانفتاح دبلوماسيًا، وتبني خطاب سيادي وغير ذلك، لكن شريطة أن يكون ذلك محسوبًا في ظل التغيرات الإقليمية والدولية".
ورأى أنّ "التقارب بين تونس وإيران يسير بوتيرة مرتفعة، وهو ما قد يثير قلقًا غربيًا بالفعل، الأمر الذي عبرت عنه بعض الأوساط أصلًا في وقت سابق، خاصة من الاتحاد الأوروبي".