دخلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي بنشر شهادات تفيد باستخدامه سكان غزة كدروع بشرية على نطاق واسع وبشكل منهجي.
الشهادات التي وثقتها الوكالة الدولية، ونشرتها القناة 13 العبرية، لفلسطينيين وجنود إسرائيليين، تصف استخدام الجيش على نطاق واسع لسكان غزة كدروع بشرية، بتوجيهات من الأعلى وخلال معظم الحرب.
واعترف جنود تحدثوا لوكالة الأنباء أن قادتهم كانوا على علم بهذه الممارسة، بل إن بعضهم أمر بها.
وشهد جنود أن هذا الإجراء شائع في الجيش الإسرائيلي، ويسمى "إجراء البعوضة"، حيث يُطلقون على الفلسطينيين لقب "البعوضة" أو "الدبابير" أو أسماء أخرى.
وقال الجنود الذين عوقبوا بالاستبعاد من الجيش بسبب اعترافاتهم التي ستُستخدم في محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية، إن الإجراء سمح بتسريع العمليات، وتوفير الذخيرة، وحماية الجنود والكلاب، بينما قُتل فلسطينيون خلال هذا الإجراء.
ووفق شهادات الجنود، فإن هذا الإجراء بدأ بعد وقت قصير من بدء الحرب، وبحلول منتصف عام 2024 أصبح شائعًا للغاية. كانت الدعوات عبر الراديو لإحضار "بعوضة" أمرًا شائعًا وجزءًا من لغة مشتركة يفهمها الجميع.
وأكد ضابط يبلغ من العمر 26 عامًا لوكالة أسوشيتد برس، أنه خلال الأشهر التسعة التي خدم فيها في غزة، استخدمت كل وحدة فلسطينيين لتفتيش المباني المشبوهة.
وشهد بأنه "عندما بدأت الفكرة، انتشرت كالنار في الهشيم". وأضاف: "رأى الناس مدى فعالية الأمر وسهولة تنفيذه". وقال إنه حضر اجتماعًا عرض فيه قائد لواء على قائد فرقة الحاجة إلى "بعوضة"، وأنهم قد "يأخذون واحدة من الشارع" إذا لزم الأمر وفق تعبيره.
وفي إحدى الحالات، شهد الضابط بأن فلسطينياً كان يستخدمه الجيش قُتل بنيران جنود لم يكونوا على علم بأنه "بعوضة".
وفي حالة أخرى، فقد فلسطيني وعيه بعد أن تم إرساله إلى داخل نفق، وقُتل هناك.
وتضم التوثيقات شهادات لفلسطينيين استخدموا كدروع بشرية، منهم أيمن أبو حمدان، الذي يقول إن الجنود احتجزوه لمدة أسبوعين ونصف تقريبًا، وكان معصوب العينين طوال الوقت، عندما أُرسل إلى منازل يُشتبه في أنها مفخخة.