logo
العالم العربي

ما سر الانفتاح الأمريكي "الكبير" على حكومة الشرع؟

ما سر الانفتاح الأمريكي "الكبير" على حكومة الشرع؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرعالمصدر: AFP
05 يونيو 2025، 8:24 م

قال خبيران، إن هناك مجموعة من العوامل تقف وراء انفتاح الولايات المتحدة على حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع.

وأشارا، لـ"إرم نيوز"، إلى أنه يأتي في صدارة تلك العوامل، إخراج روسيا بشكل كامل من سوريا، وأن تصبح دولة مسالمة وغير معادية لإسرائيل وتقيم علاقات معها، وإنهاء الوجود الإيراني هناك.

وذكرا أن كل تلك العوامل تأتي لتصبح سوريا دولة منتعشة اقتصاديا مما يجعلها نقطة عبور بين الشرق والغرب، الأمر الذي يخدم مصالح الولايات المتحدة بالمنطقة.

أخبار ذات علاقة

الشرع خلال كلمته المتلفزة

مصادر: الشرع يزور الولايات المتحدة ويلقي فيها أول خطاب "أممي"

 وتقوم واشنطن بخطوات تدريجية تحمل انفتاحا على نظام الشرع، التي كان آخرها غياب اسم سوريا عن قائمة تضم 12 دولة، تقضي بحظر دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة.

كما رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخرًا، العقوبات عن سوريا، وذلك بعد لقائه مع الشرع في العاصمة السعودية الرياض، خلال جولة للرئيس الأمريكي في الخليج.

حقوق الأقليات

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن الدكتور نبيل ميخائيل، إن الانفتاح يأتي ضمن عدة اعتبارات من بينها الاعتراف بالوضع الراهن المتعلق بحكومة وصلت إلى السلطة في دمشق، ليتم العمل في هذا النطاق على إنهاء الوجود الإيراني في سوريا وبشكل كبير من المنطقة في ظل ما يحمله ذلك استراتيجيا؛ مما يتطلب التعاون على استقرار الأوضاع في سوريا.

وأوضح، لـ"إرم نيوز"، أن الانفتاح يتعلق بعمل واشنطن على حقوق الأقليات، وهو الملف الذي يحظى باهتمام كبير ويشهد تعامل بين الجانبين بجانب السعي إلى انتشال سوريا من أزمتها والدخول بها إلى مرحلة تاريخية جديدة ترى فيها الولايات المتحدة متطلبات لها قدر كبير من التوازن في هذه المنطقة.

وأشار الدكتور ميخائيل إلى أن الانفتاح من جانب الولايات المتحدة، والذي وضح في عدة مظاهر، يعمل على كيفية تهيئة سوريا لما بعد نظام الرئيس السابق بشار الأسد وإنهاء الحرب الأهلية ونزع أسلحة الميليشيات وخروج المقاتلين الأجانب منها.

وبيّن أن هذا التعامل من جانب إدارة ترامب مع الشرع يأتي أيضًا ضمن التعاون مع الدول العربية للذهاب إلى عملية إعادة إعمار سوريا؛ مما يتطلب التواصل مع حكومة تكون مستقرة وفي موضع قوة.

 وذكر الدكتور ميخائيل أنه لو تم التعامل مع الأزمة في سوريا بشكل جيد سيكون لذلك انعكاسات إيجابية على الأوضاع في لبنان والعراق، بجانب العمل على تهدئة الأوضاع الأمنية على الحدود الإسرائيلية السورية.

 المعسكر الشرقي

بدوره قال المحلل السياسي السوري غسان يوسف، إن الانفتاح الأمريكي على حكومة الشرع يكمن أولا في استكمال واشنطن لما تراه من إنجاز كبير عبر نقل دمشق من الحلف الصيني الروسي "المعسكر الشرقي" إلى المعسكر الغربي بقيادتها.

وبيّن، لـ"إرم نيوز"، أن ما تريد الحفاظ عليه الولايات المتحدة عبر هذا الانفتاح، حماية ما حققته هي وحلفائها ومنهم إسرائيل بإخراج إيران من سوريا وإبطال مفعول أي نفوذ لها كان يتمثل في عدة أوجه ما بين ميليشيات تدين بالولاء لها ووجود النظام السابق في السلطة، مما جعل البيت الأبيض يرى ضرورة بتكريس هذا النجاح.

وأضاف يوسف أن إزالة سوريا من قائمة الدول المحظور دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة يعود إلى قرار رفع العقوبات عنها كما جرى مؤخرا من الرئيس الأمريكي؛ وبالتالي يستطيع رئيس سوريا أحمد الشرع زيارة مقر الأمم المتحدة في نيويورك وإلقاء خطاب هناك.

 ولفت إلى أن تلك المتغيرات تؤكد أن الولايات المتحدة اليوم تعمل مع حكومة الشرع للوصول إلى أمرين، الأول أن تكون سوريا دولة على علاقة كبيرة ووثيقة بالولايات المتحدة والمعسكر الغربي.

أما الثاني، بحسب يوسف، أن تقييم دمشق علاقات مع إسرائيل بموجب معاهدة وفي هذه الحالة ستعمل واشنطن في هذا الصدد أن تؤهل سوريا لتكون دولة بدون إرهاب ولا يوجد فيها منظمات متطرفة وأن تكون قادرة على محاربة المنظمات الراديكالية، وفي نفس الوقت أن تكون بلدا منفتحا على الاستثمارات الغربية، وأن تكون الشركات العابرة للقارات متواجدة فيها مثل تلك المتواجدة في دول عربية أخرى على علاقة جيدة بالولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

غروسي خلال زيارة أحد المواقع في سوريا

بموافقة الشرع.. غروسي يزور مواقع سورية مرتبطة بأنشطة نووية

ونوه إلى أن هدف الولايات المتحدة من كل ما تقوم به من هذا الانفتاح هو إخراج روسيا بشكل كامل من سوريا وأن تصبح دولة مسالمة وغير معادية لإسرائيل وعلى علاقة بها وانهاء الوجود الإيراني، وأن تصبح دولة منتعشة اقتصاديا؛ مما يجعل سوريا نقطة عبور بين الشرق والغرب.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC