قال قياديون دروز إن تشكيل "الحرس الوطني" في السويداء، الذي تتولى قيادته المرجعية السياسية والعسكرية المحلية، يأتي كخطوة ضرورية لتوحيد الفصائل المسلحة وضبط السلاح المنفلت في المحافظة السورية، بهدف حماية السكان وتأمين الاحتياجات الأساسية وسط الأوضاع الأمنية المتدهورة.
وأضافوا لـ"إرم نيوز" أن هذا التشكيل لا يهدف إلى تعميق الخلافات بين الدروز ودمشق، بل يُعتبر إجراءً مؤقتاً لحفظ الاستقرار إلى حين التوصل إلى تفاهمات سياسية أوسع على أحد الأصعدة سواء كانت محلية أم دولية.
وقال القائد الميداني في الجيش الوطني في السويداء، شامل فرزان، إن التشكيل الجديد الذي أُنشئ تحت مسمى "الحرس الوطني" هو جسم عسكري يهدف إلى توحيد الفصائل وإلغاء حالة الفصائلية، وضبط السلاح المنفلت، مع التركيز الأساسي على الدفاع عن المحافظة من أي هجوم محتمل.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن الفوضى والحروب تزيد من الانفلات الأمني والأخلاقي وما يرافقه من جرائم وسرقات، مشيرًا إلى أن الحرس الوطني الجديد سيعمل على دعم الضابطة العدلية والالتفاف حولها لتطبيق العدالة والقانون، بهدف درء تلك الظواهر السلبية.
وأوضح فرزان أن تشكيل هذا الجسد العسكري لن يخلق أي خلافات بين أهل السويداء ودمشق، بل بالعكس، يجب أن يحظى بدعم الجميع، مؤكدًا أن توحيد الجهود ضروري لحماية السكان، وتأمين الاحتياجات الأساسية، بالإضافة إلى حماية المنشآت الحيوية في المحافظة.
وأكد أن تشكيل الحرس الوطني يعد إجراءً ضروريًا مؤقتًا ريثما يتم التوصل إلى اتفاقات وتفاهمات أشمل سواء على الصعيد الدولي أو المحلي.
وبخصوص طبيعة التشكيل العسكري لقوات الحرس الوطني في السويداء، قال مصدر في الدائرة السياسية لقيادة المدينة إن القوة العسكرية تتشكل من كافة الفصائل القتالية التي واجهت الهجوم الأخير على السويداء.
وأشار المصدر، لـ"إرم نيوز" شريطة عدم الكشف عن اسمه، إلى أن المرجعية العسكرية والسياسية العليا لهذا التشكيل هي الشيخ حكمت الهجري، الذي تحيط به كافة القوى السياسية والعسكرية في المدينة.
وفيما يخص التراتبية العسكرية، بيّن المصدر، أن التشكيل العسكري لا يزال قيد التنظيم والإعداد، لافتًا إلى أنه رغم عدم وجود تراتبية عسكرية منظمة كما في الجيوش الرسمية، إلا أن هناك نواة واضحة يتفق عليها جميع الفصائل المنضمة، لتنظيم هذا الجيش وفق أسس وتراتبية مؤسسية.
ولم يقدم المصدر معلومات دقيقة حول مصدر تمويل أو تسليح وتدريب التشكيل العسكري، لكنه رجح أن يكون ذلك عبر الدعم الذي قدمته الدول الغربية، والتي قدمت دعمًا سياسيًا وعسكريًا ولوجستيًا لمدينة السويداء أثناء تعرضها لهجوم مسلح من قوى وصفها بـ"الإرهابية".
وفيما يتعلق بتأثير هذا التشكيل على العلاقة بين مدينة السويداء ودمشق، أكد المصدر أن أي إجراءات تُتخذ اليوم لحماية الدروز في المدينة تتم بغض النظر عن انعكاساتها في دمشق ووجود السلطة الحالية.
وأضاف أن إعادة انسجام السويداء مع دمشق وانصهارها في الجسد السوري مرتبط بتغيير السلطة الانتقالية، وظهور سلطة معتدلة مدنية ذات مستوى سياسي نضالي يحترم الثقافة التعددية في سوريا، بعيدًا عن التنظيمات الجهادية وتيار الإسلام السياسي، وفق قوله.