كشفت دوائر أمنية في تل أبيب عن تعديلات جوهرية في برامج تمدد النفوذ الإيراني على مستوى الإقليم، وانتقال مركز الثقل من لبنان وسوريا وقطاع غزة إلى العراق.
وقالت تقديرات نقلها موقع "نتسيف" العبري إنه "بعد الضربات الموجعة التي تلقتها ميليشيات موالية لإيران في لبنان وسوريا من إسرئيل، تقرر في طهران تحويل بوصلة النفوذ الإيراني إلى العراق، والاعتماد على الميليشيات الشيعية في بلاد الرافدين عند اشتباك عسكري محتمل مع الجيش الإسرائيلي".
وأوضحت إحداثيات منسوبة للاستخبارات الإسرائيلية أن "طهران تعمل على نقل مركز نفوذها العسكري إلى العراق، بعد تآكل ما يُعرف بـ"محور المقاومة" بفعل ضربات إسرئيلية على مدار العامين الماضيين فضلًا عن تأهب إسرائيل لعمل عسكري وشيك ضد ميليشيا "حزب الله" في لبنان".
وبموجب الإحداثيات الاستخباراتية "تلقت الميليشيات الشيعية في العراق دعمًا إيرانيًا هائلًا خلال الآونة الأخيرة، خاصة في مجال تزويد الفصائل بالأسلحة المتطورة، وتدريب عناصرها على تكتيكات جديدة بإشراف مباشر من "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني".
وأضافت أن "طهران تهيئ مبعوثيها في العراق لإمكانية شن عمليات ضد إسرائيل في حال اندلاع صراع جديد في المنطقة"، مشيرة إلى أن هذه الميليشيات "أصبحت قوة مؤثرة تفوق في بعض المناطق قدرات الجيش العراقي الرسمي، في ظل تراجع نفوذ الحكومة المركزية في بغداد".
وألمحت إلى أنه "خلال المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران، امتنعت الميليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني عن المشاركة المباشرة، نتيجة ضغوط مارستها الولايات المتحدة وإسرائيل على حكومة بغداد".
رغم ذلك، تؤكد تقديرات تل أبيب أن التطورات الأخيرة تعكس توجهًا إيرانيًا لإعادة رص صفوف الميليشيات الموالية لإيران في العراق على الأرض، وضمان جاهزيتها لأي تصعيد مستقبلي.
ويأتي ذلك في توقيت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي انتهاك وقف إطلاق النار في لبنان عبر عملياته العسكرية اليومية على طول الحدود، بالإضافة إلى غاراته الجوية داخل الأراضي اللبنانية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، التي تقول إنها تحاول منع انتهاكات الاتفاقات القائمة، والحفاظ على استقرار الحكومة اللبنانية.