تزداد حالة التشاؤم حيال فرص نجاح اتفاق السلام وإنهاء الحرب في قطاع غزة، بسبب انقسام وتباين في المواقف الأمريكية الإسرائيلية، أبرزته تقارير عبرية مؤخراً، تحدثت أيضاً عن رغبة إسرائيل في العودة لقطاع غزة مجدداً.
وأكدت القناة 12 العبرية أن "الاجتماع المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سيعقده مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته إلى واشطن، سيكون حاسماً لمستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".
ونقلت القناة العبرية عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن "فريق ترامب يزداد استياء من خطوات نتنياهو التي تقوض اتفاق غزة، ويرى أن تنفيذ الاتفاق صعب لكن إسرائيل تجعله في بعض الأحيان أكثر صعوبة".
من جهتها، قالت القناة 13 العبرية إن "من المتوقع أن يناقش نتنياهو وترامب، خلال اجتماعهما، الانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".
وعقد اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي، الخميس، وكان أبرز توصياته التأكيد على موقف إسرائيل الذي يشدد على أنه لن يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق إلا بعد إعادة جثة آخر جندي مختطف في غزة ران غويلي، وفق القناة.
في الإطار ذاته، أشارت قناة "كان" العبرية إلى أنه "يُفهم في إسرائيل أن الرئيس ترامب سيُوضح لنتنياهو أنه يُطالب إسرائيل بالسماح بالانتقال إلى المرحلة التالية، وهي إعادة إعمار قطاع غزة وبدء تشكيل الحكومة البديلة".
ويقول مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إن "الأمريكيين يضغطون من أجل الانتقال إلى المرحلة التالية، ولكن باستثناء مسألة عودة جولي، لا يوجد حل لمسألة نزع سلاح غزة"، وفق القناة.
وقدّمت المؤسسة الدفاعية للوزراء خياراتٍ متعددة، من بينها إمكانية الانتقال إلى المرحلة التالية، وإمكانية استئناف القتال. ويقول مسؤولون دفاعيون كبار إن هذا لن يحدث إلا بعد عودة نتنياهو من الولايات المتحدة، وبعد موافقة أمريكية.
ويوم الأربعاء، قال مسؤول إسرائيلي كبير للقناة 13 العبرية إن "المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أبلغ الوسطاء بأن المرحلة الثانية في غزة ستبدأ في يناير المقبل".
وتخشى إسرائيل من أن يضغط ترامب للانتقال إلى المرحلة التالية دون نزع سلاح حماس، وذلك بعد أن نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تفاصيل خطة ويتكوف وكوشنر متعددة المراحل لإعادة إعمار قطاع غزة.
يأتي ذلك وسط تقييمات متزايدة في إسرائيل بأن إعادة دخول القطاع أمر لا مفر منه، وأن الولايات المتحدة لن تنجح في إنشاء قوة متعددة الجنسيات من شأنها أن تؤدي إلى نزع سلاح الفصائل في غزة.
بالتوازي مع ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: "كانت الخطة الرئيسة لترامب ونتنياهو توسيع اتفاقيات أبراهام بعد انتهاء الحرب وعودة الرهائن".
واستدرك قائلاً: "أما الآن، فهي عالقة في تحدٍ أكبر، حيث ينصب التركيز حاليا على المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وما سيحدث مع القوة متعددة الجنسيات"، التي ستدخل قطاع غزة.
وأضاف: "سيستغرق الانتقال للمرحلة الثانية وقتاً، حتى لو عادت جثة ران غويلي؛ لأن القوة غير مستعدة. ويريد الأمريكيون أن يكون كل شيء على ما يرام قبل دخول القوة".
وأشار المسؤول إلى أن " العديد من الدوائر في إسرائيل، تشكك بشدة في إمكانية نجاح القوة الدولية في نزع سلاح حركة حماس"، مضيفاً: "لكن يجب أن نمنحها الفرصة".