يسعى الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر إلى تنفيذ مشاريع تنموية كبرى في جنوب البلاد، بهدف إعادة الحياة إلى منطقة طالها التهميش لسنوات طويلة.
ووضع نائب قائد الجيش، صدام حفتر، حجر الأساس لمشروع جديد في مدينة سبها يتضمن إنشاء مبانٍ خدمية وعسكرية، متعهدًا بفرض الأمن وتعزيز جهود التنمية في الجنوب الليبي.
وأشار المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، لـ"إرم نيوز"، إلى أنه "في مطلع العام 2019، شنّ الجيش الوطني الليبي هجومًا واسعًا على جنوب غرب البلاد لتطهيرها من فلول الإرهابيين بعد دحرهم في الشرق والوسط، وإعادة الاستقرار والأمن إلى المنطقة".
وتابع: "منذ ذلك الحين، أصبح الجيش الوطني القوة المسيطرة على كامل الجنوب الليبي، وأعاد الأمن والاستقرار، كما بدأ بحماية الحدود الليبية مع ثلاث دول هي الجزائر والنيجر وتشاد، وطرد حركات التمرد القادمة من النيجر وتشاد التي كانت تتمركز داخل الأراضي الليبية".
وشهدت المنطقة عودة مؤسسات الدولة من شرطة ومحاكم وبلديات، وبدأت حركة بناء وإعادة حياة حقيقية بدعم مباشر من الجيش للحكومة الشرعية المنبثقة عن البرلمان، التي تتولى اليوم إدارة الحياة المدنية وتقديم الخدمات للمواطنين الذين حُرموا منها لعقد كامل من الزمن.
وختم المرعاش تصريحه بالقول: "ينبغي فهم التحرك الأخير لنائب قائد الجيش الوطني في إطاره الطبيعي، وهو تعزيز قدرات الجيش في منطقة ما تزال تشهد بين الحين والآخر خروقات أمنية مصدرها دول الجوار التي تعاني اضطرابات وصراعات مسلحة".
وقال: "من الضروري الاستعداد لمواجهة هذه التحديات وحماية الحدود الليبية المترامية الأطراف، بما يمنع التهريب بأنواعه كافة، خصوصًا السلاح والهجرة غير الشرعية، فضلاً عن تحركات التنظيمات الإرهابية التي لا تزال تمثل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار ليبيا والمنطقة".
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي، محمد صالح العبيدي، أن "أهالي الجنوب الليبي يعانون منذ سنوات من التهميش والإقصاء، خاصة في ظل امتداد الصراع في تشاد والنيجر إلى مناطقهم، مع استمرار تسللات عناصر المعارضة التشادية".
وأضاف العبيدي في تصريح لـ"إرم نيوز": "منذ العام 2019، تمكن الجيش الوطني من تعزيز نفوذه في جنوب ليبيا، وهو اليوم يسعى إلى دعم سيطرته العسكرية عبر إطلاق مشاريع تنموية ضخمة، خصوصًا في ظل النقص الحاد في الخدمات".
ولفت إلى أن هذا التحرك "يندرج أيضًا ضمن رؤية 2030 التي أعلنها المشير حفتر قبل أسابيع، والتي تهدف إلى تحقيق التنمية المؤجلة في الجنوب الليبي".