كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن إسرائيل تعمل على إنشاء منطقة سيطرة بامتداد 15 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، ومنطقة نفوذ تعتمد فيها على المعلومات المخابراتية بامتداد 60 كيلومتراً في الأراضي السورية.
ونقلت الصحيفة عن "مسؤولين كبار" في إسرائيل، أنه سيكون مطلوبا الحفاظ على منطقة السيطرة والحيازة سابقة الذكر، إذ سيحتفظ الجيش الإسرائيلي بوجود ميداني لضمان عدم تمكن الموالين للنظام الجديد من إطلاق الصواريخ باتجاه الجولان.
وأضاف المسؤولون أن منطقة النفوذ التي ستكون بعمق 60 كيلومتراً داخل سوريا، ستسيطر عليها الاستخبارات الاسرائيلية للتأكد من عدم تطور أي تهديد ضد إسرائيل هناك.
وقال مسؤول إسرائيلي بارز للصحيفة إن تل أبيب تأمل في أن يمنحها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بعد تنصيبه، الدعم الكامل ضد سوريا ولبنان على مسافة 60 كيلومتراً، حيث يمكنها أن تضمن عدم تطور أي تهديد لإسرائيل، ببناء مفهوم ميداني للواقع الجديد، وفق المصدر.
وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن المسؤولين في إسرائيل يشعرون بالقلق من ظهور حماس والجهاد الإسلامي في سوريا من جديد.
وقال مسؤول لم تكشف هويته الصحيفة: لن نسمح لحماس والجهاد بترسيخ وجودهما في سوريا، كما لم نسمح لإيران بترسيخ وجودها هناك.
وأضاف: ندرك أن الجولاني (أحمد الشرع، قائد إدارة العمليات في سوريا، وزعيم هيئة تحرير الشام) يفضل بقاءهم كي يعملوا ضد إسرائيل، حتى لو أنكر ذلك.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الإسرائيليين مندهشون مما أسمته "العمى الغربي" خلال تعامله مع الجولاني، منذ أن نأى الغرب بنفسه عن انتمائه للقاعدة وادعى أنه غيّر مساره نحو الاعتدال، حسب تعبيرات الصحيفة.
وتقول "يديعوت أحرونوت" إن المسؤولين الإسرائيليين يعبرون عن غضبهم مما يصفونه بـ "حج" كبار المسؤولين في الغرب إلى الحكومة الجديدة في دمشق.
وهاجم أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين في اجتماع مجلس الوزراء السياسي الأمني "الكابينت" هذه السياسة الغربية بما فيها الأمريكية.
ويزعم هذا المسؤول الإسرائيلي رفيع المستوى، أن الغرب يريد أن يصبح أعمى بشكل متعمد، معبرا عن دهشته من وقوع العالم في الفخ.
وأشار إلى أن هناك جهات في العالم العربي تحذر الغرب أيضاً من سياسته تجاه الجولاني، مستدركاً أن سقوط الأسد، والمحور الإيراني في سوريا أمر جيد، "لكن يجب الانتباه للتهديدات الجديدة".
وبحسب المسؤول، فقد أرسلت القيادة الجديدة في سوريا رسائل إلى إسرائيل مفادها أنهم لا ينوون الدخول في حرب معها، لكنه شكك في ذلك.
وأضاف، قد يكون الأمر صحيحا لمدة عام، أو عامين، أو ربما حتى 10 أو 20 عاما. لكن لا أحد يستطيع أن يضمن أنهم لن يفعلونها بعد ذلك، وهؤلاء أشخاص خطيرون للغاية.