اتهم عضو المجلس المركزي الفلسطيني، محمود الزق، حركة حماس بالسير بـ"مؤامرة" انفصال قطاع غزة عن الضفة الغربية، واصفًا الهجوم الذي شنه عناصر الحركة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام 2023 بـ"الانتحار السياسي".
وقال القيادي الفلسطيني، لـ"إرم نيوز"، إن "العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد سكان غزة تجاوزت المفهوم العسكري، وهي محاولة للبحث عن انتصار جوهري"، مبينًا أن إسرائيل تستخدم أدوات عسكرية لتحقيق هدف أساسي هو تفتيت الوضع الفلسطيني.
وأوضح أن "الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين لا تقتصر على قطاع غزة، بل تمتد للضفة الغربية، وأن الجرائم اليومية التي ترتكب بحق الفلسطينيين تعبر عن عقلية إسرائيلية متوحشة، وتنسجم مع الطيف السياسي الذي يحكم في إسرائيل ويعبر عن عنصرية من اليمين المتشدد"، وفق تعبيره.
وأضاف أن "عملية القتل التي تمارس ضد المدنيين الفلسطينيين فظيعة جدًا، ولا يرتكبها إلا عنصري ومتجاهل لردة الفعل الدولية"، مشددًا على أن إسرائيل تعمل على قتل الفلسطينيين في غزة عبر القذائف الصاروخية وسلاح التجويع.
وشدد الزق على ضرورة العمل فلسطينيًا من أجل وقف الحرب في غزة بأي ثمن كان، قائلًا: "من يريد أن يبحث عن انتصار، عليه أن يدرك تمامًا أن الانتصار الحقيقي هو وقف ما يحدث في غزة، وأي حديث لا يعبر عن الواقع الحقيقي مرفوض تمامًا".
وتابع الزق: "خطابنا يجب أن يركز على أننا شعب يتعرض للاحتلال، وأن الفلسطينيين هم الضحية وإسرائيل هي الجلاد"، لافتًا إلى أن القيادة الفلسطينية تواصل مساعيها وتجري اتصالات على أعلى المستويات من أجل وقف الحرب في القطاع.
وطالب القيادي الفلسطيني حركة حماس بتسليم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، ومنحها التفويض الكامل لإدارة مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن مع إسرائيل، لافتًا إلى أن "الحرب في غزة هدفها شطب الهوية الفلسطينية".
وزاد: "على من يحكم غزة أن يدرك أن اللحظة هي المناسبة لتصدير الشرعية الفلسطينية ومنحها الحق بحكم غزة، وأن تفاوض على الأوضاع في القطاع"، مشددًا على أن ذلك يمثل السلوك الوطني الذي يتوجب على الحركة اتباعه.
وبين الزق أن "إسرائيل تعمل على إدامة الانقسام الفلسطيني وتحويله لحالة انفصال كاملة بين الضفة وغزة، وهو الأمر الذي يتوجب على حماس أن تعمل دون تحقيقه، وذلك بالتعاون مع مختلف الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها منظمة التحرير".
وقال: "حسب الواقع، فإن حماس لا تستطيع تقديم كسرة خبز لجائع أو المياه للعطشى، ولا يقدمون أدوية أو علاجات للمرضى، لذلك عليهم التواضع، وأن يطالبوا الرئيس الفلسطيني بتحمل كارثة هجوم أكتوبر والتفاوض على مستقبل غزة".
وختم الزق تصرحه بالقول: "هناك عقلية لدى قيادة حماس تسعى لتكريس الانفصال، وتعتبر أن غزة لا علاقة لها بالضفة أو القضية الفلسطينية ومؤسسات الشرعية الفلسطينية"، مشددًا على أن ذلك يمثل انتحارًا سياسيًا لا يمكن قبوله فلسطينيًا، على حد تعبيره.