حذرت مؤسسات فلسطينية من كوارث إنسانية متفاقمة في شمال قطاع غزة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية هناك، منذ نحو شهرين ونصف الشهر، وما رافقها من تدمير كبير، وتعطل خدمات الإنقاذ والإسعاف.
وأظهرت توثيقات عدة، بقاء جثامين ضحايا في الطرقات العامة تنهشها الكلاب في ظل عجز قدرة طواقم الإسعاف على الوصول إليهم لانتشالهم، أو محاولة إنقاذ من تبقى منهم على قيد الحياة داخل منازل تعرضت للقصف.
وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إن "الجيش الإسرائيلي يقتل المواطنين في قطاع غزة، ويترك جثامينهم في الشوارع تنهشها الكلاب الضالة، ويمنع إجلاءها في مخالفة واضحة للقانون الدولي".
وأضاف في بيان له، اليوم السبت، أن "الجيش الإسرائيلي في كل منطقة يتوغل فيها يمنع طواقم الدفاع المدني والفرق الطبية من الوصول إلى جثامين الشهداء، بزعم أنها مناطق قتال خطرة، ويطلق نيرانه مباشرة على الطواقم كلما اقتربت من تلك المناطق".
وتابع أن "هذه السياسة غير القانونية أدت إلى تعريض جثامين الشهداء لتنهشها الكلاب الضالة الجائعة التي وجدت فيها طعامًا تتغذى عليها، تحت نظر جنود الاحتلال الإسرائيلي"، وفق البيان.
وأوضح الدفاع المدني أن "عشرات جثامين القتلى التي يتم العثور عليها في حالات انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق، وجدت عبارة عن هياكل عظمية، وفي حالات أخرى شاهدت هذه الكلاب تنهش جثامين أخرى".
ودعا الدفاع المدني الفلسطيني لتفعيل أحكام القانون الدولي الإنساني في احترام قدسية جثث القتلى، وعدم المساس بها أو تشويهها أو التلاعب بها أو حرقها.
ولفت إلى أن إسرائيل، تمنع تمكين طواقم الدفاع المدني أيضًا من الوصول إلى جثامين آلاف الضحايا بعد أن تحللت تحت أنقاض المنازل التي دمرها فوق سكانها، وعمد إلى تدمير كافة الأجهزة ومعدات الحفر الثقيلة للحيلولة دون الوصول إليها ودفنها بكرامة.
وطالب الدفاع المدني الفلسطيني، اللجنة الدولية للصليب الأحمر بممارسة الضغط على إسرائيل لتطبيق دليل التعامل مع الجثث في أوقات الحروب، والسماح للطواقم بالتعامل الفوري مع الجثامين المنتشرة في شوارع قطاع غزة.
وفي سياق ذي صلة، حذّر مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة حسام أبوصفية، من أن المرضى والمصابين في المستشفى يتعرضون للتجويع بسبب نقص الإمدادات الغذائية، فضلاً عن الاستهداف المتكرر للمستشفى.
وقال أبوصفية في بيان له إن "الطعام شحيح جدًا، ولا نستطيع توفير وجبات للجرحى في مستشفى كمال عدوان"، داعيًا العالم للتدخل بشكل عاجل حتى يمكن إدخال الطعام إلى المستشفى.
وأضاف: "نريد توفير وجبة واحدة على الأقل خلال 24 ساعة للجرحى، الذين يحتاجون بوضوح إلى التغذية أثناء فترة تعافيهم"، مشيرًا إلى أن الطاقم الطبي يحتاج أيضًا إلى وجبات، إذ يعملون على مدار الساعة، ولا يمكن توفير الطعام لهم.
وتابع أن "الوضع حرج، مع نقص حاد في المستلزمات والأجهزة والأدوية ومسكنات الآلام، ونواصل حث المجتمع الدولي على تسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل سريع، بما في ذلك المستلزمات الطبية والأدوات الجراحية والوفود الطبية، بالإضافة إلى السماح بدخول الطعام".
وشدد على أن هذا الدعم ضروري حتى يستمر المستشفى تقديم الخدمات الإنسانية للجرحى والمرضى في شمال قطاع غزة، مشيرًا إلى أن إطلاق النار حول مستشفى كمال عدوان لم يتوقف، مع استمرار نشاط القناصة.