logo
العالم العربي

بعد "مهلة حماس".. إسرائيل تفجّر شرق غزة و"الخط الأصفر" يتحول لجبهة مفتوحة

من القصف الإسرائيلي شرق غزةالمصدر: رويترز

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرحلة جديدة، بعد انتهاء مهلة منحتها إسرائيل لحماس من أجل إخراج مسلحيها من المناطق شرق "الخط الأصفر" التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية.

وبدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف ونسف مكثفة على المناطق الشرقية من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وفي مناطق شرق مدينة غزة.

وقال خبراء إن اتفاق غزة يشهد تغييرًا تدريجيًا عبر فرض وقائع ميدانية على الأرض، في خطوة قد تشير إلى تهرب حركة حماس وإسرائيل من استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق، لأهداف مختلفة.

وأشاروا إلى أن حجم الهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي خلال جولتي التصعيد في قطاع غزة منذ اتفاق وقف إطلاق النار، يشير إلى أن الحرب بالنسبة لإسرائيل لم تنته.

وشهد القطاع جولتي تصعيد داميتين اندلعتها بعد عمليتين ضد قوات الجيش الإسرائيلي جنوب وشرق "الخط الأصفر"، وأسفرتا عن مقتل 3 جنود، لكن حماس نفت علاقتها بالهجومين، لكنها أشارت إلى أنها فقدت الاتصال بمجموعات مسلحة تعمل في تلك المناطق، وهو المبرر الذي لم تقبله واشنطن وإسرائيل.

أخبار ذات علاقة

صورة التقطتها طائرة بدون طيار تُظهر حيًا سكنيًا في مدينة غزة

سياسة "ضبط النفس" الأمريكية مع حماس تثير غضب إسرائيل

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إن "هناك مسلحين تابعين لحماس ما زالوا موجودين تحت الأرض في الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من الخط الأصفر، سواء في خان يونس أو في رفح".

وقال مسؤول أمريكي إن "هدف الإنذار الأمريكي كان الضغط على حماس ومنحها فرصة للانتقال إلى الجانب الآخر من الخط الأصفر دون احتكاك، حتى لا يُعرقل تنفيذ الاتفاق ومواصلة التخطيط للمرحلة التالية".

وطوال ساعات فجر الجمعة، شن الجيش الإسرائيلي هجمات من الطائرات الحربية والمسيرة، والدبابات في المناطق الشرقية من قطاع غزة، كما نفذ عمليات نسف قوية يعتقد أنها استهدفت أنفاقا تابعة لحماس.

تغيير تدريجي

قال الخبير السياسي إياد جودة، إن ما يجري يعتبر تغييرًا تدريجيًا للاتفاق عبر فرض وقائع ميدانية على الأرض، مضيفًا: "إسرائيل تحاول خلق مبررات للانقلاب على بعض أجزاء الاتفاق".

وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل تريد مساحة أوسع للتحرك عسكريًا في قطاع غزة حتى خلال اتفاق وقف إطلاق النار، وتعمل على إيجاد مبررات مستمرة لذلك بدعم أمريكي".

 

 

وأضاف المحلل جودة أن "إسرائيل قد تعود للتصعيد العسكري في أي لحظة في قطاع غزة، تحت مبررات اتخاذ هجمات وقائية، أو ملاحقة مسلحين داخل مناطق الخط الأصفر، أو ضمن إطار ما تقدمه إسرائيل على أنه إجراءات عقابية على تأخير تسليم جثث الرهائن".

ولفت إلى أن "حجم الهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي خلال جولتي التصعيد في قطاع غزة منذ اتفاق وقف إطلاق النار، يشير إلى أن الحرب بالنسبة لإسرائيل لم تنته، وبعد أن نجحت في استعادة الجزء الأكبر من الرهائن، ستبدأ إيجاد ذرائع للتدخل عسكريًا بشكل أوسع".

وأشار الكاتب جودة إلى أن إسرائيل تريد نموذجًا مشابهًا لما يحدث في لبنان، إذ تنفذ هجمات بشكل شبه يومي دون أن تدخل في مواجهة شاملة.

كسب الوقت

بدوره رأى المحلل السياسي رائد موسى، أن ما يحدث يشير إلى أن حماس وإسرائيل تريدان "كسب الوقت" والتهرب من استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق، لأهداف مختلفة.

وقال لـ"إرم نيوز": "كلا الطرفين يريدان كسب المزيد من الوقت، إذ إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يريد الانتهاء التام من حرب الإبادة قبل أن يمارس المزيد من الضغط من أجل تهجير أهل غزة".

أخبار ذات علاقة

عناصر من حركة حماس

"أكسيوس": 24 ساعة أمام حماس للانسحاب وإسرائيل ستفرض وقف النار "بالقوة"

وأضاف موسى، أنه "لذلك الآن يستغل نتنياهو ثغرة المهلة الضيقة لتسليم الجثث، بالتذرع بأن حماس لم تلتزم بشقها من الاتفاق، وردًا على ذلك يوسع منطقة سيطرته على غزة، واستئناف عمليات القصف والاغتيالات، ليحاول الاستمرار في حربه للإبادة والتهجير حتى آخر فرصة له في ذلك".

وأوضح أن "حماس تريد الوقت الكافي لمحاولة ترميم قوتها وسيطرتها على غزة، وتحاول التهرب من المرحلة التي تتطلب منها نزع السلاح وإنهاء أي شكل من أشكال سلطاتها على غزة، لذلك ترى أنه من مصلحتها عدم الوصول للمرحلة الثانية القاسية عليها من الاتفاق".

وأشار المحلل موسى إلى أن التصعيد العسكري خلال الفترة السابقة والتغييرات الأخيرة، تعطل الانتقال للمرحلة الثانية من الخطة.

ومضى قائلًا: "لا أريد أن أسميها اتفاقًا لأنه ببساطة ما تم الاتفاق عليه من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي المرحلة الأولى، وهي المرحلة التي كانت منذ البداية فيها خلل في مهلة تسليم كل ما بحوزة حركة حماس وغيرها من فصائل ومن أسرى ورهائن وجثث إسرائيليين".

وذكر موسى أن "المهلة التي منحت لحماس تمثل مدة غير كافية لتسليم كل جثث الإسرائيليين، فمن المعروف لجميع الأطراف بأن حجم الدمار في غزة لا يترك مجالا لتسليم الجثث في وقت قصير، بما يتيح ذلك للطرفين التهرب من الاتفاق".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC