قُتل طفلان وأصيب آخرون بينهم نساء، إثر قصف جوي للجيش السوداني على مخيم "أبوشوك" للنازحين قرب الفاشر بشمال دارفور، وسط إدانات لجرائم طيران الجيش على المدنيين.
وقال شهود عيان، إن طائرة تابعة للجيش السوداني، شنت ليل الجمعة قصفًا مكثفًا على مخيم أبوشوك للنازحين القريب من مدينة الفاشر؛ ما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة، إضافة إلى تدمير عدد من المنازل.
تنديد بالقصف
من جهتها، نددت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين، بالقصف الذي تعرض له مخيم أبوشوك من قبل طيران الجيش السوداني.
وشددت المنسقية على ضرورة فرض حظر جوي على الطيران الذي قالت إنه "يقتل مواطنيه"، داعية مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأفريقي، ودول العالم لاتخاذ موقف حاسم تجاه ما يحدث بالسودان.
وقالت في بيان، تلقى "إرم نيوز" نسخة منه، إن الجيش السوداني استمر في ارتكاب مجازره البشعة عبر القصف الجوي على الأحياء السكنية المأهولة بالمدنيين ومراكز الإيواء ومخيمات النازحين.
وأضاف أن "آخر تلك الجرائم كان في مخيم أبوشوك للنازحين، والتي استمرت من الساعة 12 ظهرًا حتى الساعة 3 عصرًا في عدة مواقع داخل المخيم".
وأكد البيان، أن القصف أسفر عن مقتل طفلين، بينما لم تتمكن منسقية النازحين من الحصول على المعلومات الكاملة عن بقية الضحايا، نظرًا للتحديات الأمنية المعقدة، وحظر شبكات الإنترنت الفضائي والتواصل، وفق البيان.
وأوضح البيان، أن هذه الضربات التي تعد الأولى من نوعها على المخيم، أدت إلى تدمير البنية التحتية، مشيرًا إلى قصف الجيش من قبل مخيم "زمزم" في أغسطس/أب الماضي.
حرب مجنونة
وأضاف البيان: "لماذا يُعامل النازحون والمواطنون في دارفور بهذه القسوة من قبل أطراف الصراع، ولماذا كل هذا الجنون، هل قنطوا من المواطن الأعزل وقرروا إنهاء وجوده تمامًا؟ إن صرخات ولعنات النساء والأطفال والعجزة ستلاحق هؤلاء المعتدين حتى في قبورهم، إذا كان هذا تفكيرهم بالفعل".
وتابع: "لماذا يهاجمون ويقتلون النساء والأطفال في كل مرة، رغم أنهم ليسوا جزءًا من هذه الحرب المجنونة؟ هذا القتل لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، والصمت عنه يعد مساهمة في هذه المجازر".
وأكد البيان، أن المنسقية العامة تدين وتشجب بأشد العبارات هذه المجازر البشعة ضد النازحين والمواطنين في معسكرات ومدن دارفور وبقية مناطق السودان.
ودعا أطراف الصراع إلى الوقف الفوري لاستهداف المدنيين الأبرياء، خاصة النساء والأطفال الذين هم بحاجة إلى الأمن والاستقرار.
وقال: "يجب وضع المصالح السياسية والاقتصادية جانبًا والعمل بصدق وجدية لوقف الحرب وإنهاء معاناة المدنيين، من خلال الضغط على الأطراف المتصارعة والداعمين لها".
واستمر القصف الجوي للجيش السوداني خلال الأيام الماضية على الأحياء السكنية في عدد من مناطق دارفور والنيل الأزرق والخرطوم بحري، التي خلّف فيها مجازر وسط المدنيين، وفق منظمات حقوقية.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت الشهر الماضي عن مقتل أكثر من 2500 شخص مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال، بطيران الجيش السوداني خلال شهرين.
