أبدى قادة في الجيش الإسرائيلي قلقًا إزاء احتمالية انتهاز حركة حماس إخلاء المدنيين من مدينة غزة، ونقل الرهائن الإسرائيليين، البالغ عددهم 48 شخصًا وسط حشود الغزّيين المتجهة نحو جنوب القطاع، بموجب إيعازات القوات الإسرائيلية العاملة هناك.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن القادة قولهم، إن القوات الإسرائيلية حرصت على إحباط مثل هذا الاحتمال عبر وضع لافتات باللغة العبرية في مختلف المناطق، توصي الرهائن حال اقتيادهم من مكان إلى آخر بالتظاهر بـ"الانهيار" حتى يتسنى للقوات رصدهم.
وجاءت التقديرات في إطار استعدادات الجيش الإسرائيلي لعملية "عربات جدعون 2" في غزة، ووضع عائلات الرهائن في صورة الأحداث قبل أي تحركات عملياتية مهمة في القطاع، لا سيما أن ذلك كان هو التقليد المتبع في عمليات سابقة.
وتحدث بيان للجيش الإسرائيلي عن "عدم توافر معلومات مؤكدة حول مكان وجود الرهائن"، لكنه أشار إلى تقديرات بشأن موقعهم في المنطقة، ورغم الضبابية التي تكتنف تحديد موقع محدد، وتزايد احتمالية تعرض الرهائن للخطر، أكد الجيش لعائلات الرهائن حرصه على ضمان سلامة ذويهم خلال العملية.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله، إنه "من الواضح أن عملية "عربات جدعون 2" تُعرض حياة الرهائن للخطر، إذ إنه من الصعب التنبؤ بكيفية تعامل حماس مع الرهائن، فإما أن تفرض حماس حراسة مشددة على الرهائن، أو تستخدمهم كدروع بشرية، أو تقتل بعضهم لممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية".
وعرض الجيش الإسرائيلي على المستوى السياسي تقديرات للموقف إزاء التداعيات العملياتية المترتبة على رفض "الصفقة الجزئية".
وأشارت التقديرات إلى أن "إطلاق سراح نحو نصف الرهائن وهم على قيد الحياة من شأنه السماح باقتصار تنفيذ "عربات جدعون 2" على المناطق التي يتوقع احتجاز الرهائن فيها، إضافة إلى توجيه ضربة قاسمة لكتائب حماس في تلك الأماكن، واعتبار ذلك خطوة على مسار الهزيمة الفعلية لحماس.
ويُعد الجيش الإسرائيلي خطة عملياتية لنقل الرهائن من أماكنهم، وأصدر رئيس الأركان إيال زامير تعليماته بتوخي الحذر، لا سيما في ظل تقديرات تشي باحتمالية نقل الرهائن وسط صخب انتقال مئات آلاف الغزيين نحو جنوب القطاع في إطار إخلاء مدينة غزة، عبر ممرات آمنة "لن يُطلق عليها الجيش الإسرائيلي النار".
وتشير "يديعوت أحرونوت" في هذا الخصوص إلى "اعتياد حماس بالفعل على نقل الرهائن غير مرة خلال الحرب؛ وعادة ما كانت تخفي وجوه الرهائن الذين يتم اقتيادهم على الأرض".
وبحسب تقرير الصحيفة، منعت تلك الممارسات، إلى حد كبير، القوات الإسرائيلية من إطلاق النار في عديد من الحوادث العملياتية، كما حدث في رفح جنوب قطاع غزة في شهر أغسطس/ آب العام الماضي، عندما أجرى الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية مع علمه بوجود رهائن، حيثُ قتلت حماس 6 رهائن كانوا محتجزين في نفق بحي تل السلطان غرب المدينة، في نهاية ذلك الشهر.