logo
العالم العربي

مبادرات "كسر الجمود" الدولية تفاقم انقسامات الليبيين

مبادرات "كسر الجمود" الدولية تفاقم انقسامات الليبيين
ستيفاني خوريالمصدر: (أ ف ب)
09 ديسمبر 2024، 1:45 م

استوقف اجتماع تشاوري احتضنته العاصمة البريطانية لندن، السلطات الرسمية في غربي وشرقي ليبيا، التي تحفظت على الجهود الدولية المتواصلة تحت عنوان "كسر الجمود" في ظل عدم مشاركة الأطراف الليبية الفاعلة بهذه المبادرات.

وتسعى الأمم المتحدة إلى إعلان إطلاق مبادرة جديدة خلال جلسة إحاطة بمجلس الأمن يوم 16 ديسمبر الجاري.

وبعد مضي أيام على اجتماع بشأن ليبيا نظمته منظمة "ويلتون بارك"، التابعة للخارجية البريطانية، بمشاركة دبلوماسيين غربيين، عبر النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الليبي، مصباح دومة، عبر منصة "إكس، عن تحفظه على اللقاء التشاوري.

وقال دومة إن "المجتمع الدولي لا يزال إلى الآن يبني المشاريع بعيدًا عن الليبيين، ويتدخل وفق مصالحه، وليس مصلحة ليبيا"، معربًا عن أسفه بشأن ما تقوم به المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري.

واتهم دومة المبعوثة الأممية بالإنابة بأن ما تقوم به يهدف إلى البقاء في منصبها، وخلق واقع جديد لاستمرار الأزمة الليبية، وليس حلها، وفق تعبيره.

وفي وقت سابق، علق رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، على اللقاء التشاوري، مؤكدًا في بيان أن "أي جهود دولية تغيب عنها المؤسسات الليبية المنبثقة عن الاتفاق السياسي، يفرغ النتائج من شرعيتها وإمكانية تنفيذها".

ورحب المنفي، في تدوينة نشرها عبر حسابه على "إكس"، بـ"كل مبادرة جادة في إطار الثوابت المحددة بقرار مجلس الأمن، التي تعزز الشفافية والتوافق، وتمهد الطريق نحو الاستحقاق الانتخابي عام 2025".

أخبار ذات علاقة

مجلس النواب الليبي

ليبيا.. 7 مترشحين على طاولة البرلمان للتنافس على رئاسة الحكومة الجديدة

مخاوف من تغيير السلطة

وتعليقًا على رد فعل المجلس الرئاسي، أرجع المحلل السياسي، فرج فركاش، ذلك إلى مخاوفه من تغيير السلطة التنفيذية بالكامل، رغم أن المبعوثة الأممية بالإنابة تتعامل مع كل الأطراف على نفس المسافة، ومنها مجلسا النواب والدولة.

وقال فركاش، لـ"إرم نيوز"، إن المنفي يتخوف من هذه القضايا التي جاءت عقب تسريب البرلمان الليبي أسماء مرشحين عن الحكومة الموحدة الجديدة.

وتوقع أن تحاول خوري استنساخ تجربة المسؤولة الأممية السابقة، ستيفاني ويليامز، التي أطلقت حوارًا سياسيًا انبثقت عنه حكومة موحدة ومجلس رئاسي، مشيرًا إلى الدعم الغربي الواضح لهذه العملية.

ويعتقد فركاش أن هذا التوجه، إن حصل، سيحرك الجمود السياسي في ليبيا، مؤكدًا أن اجتماع لندن التشاوري ناقش إمكانية التفكير في الاستغناء عن إجراء الانتخابات الرئاسية، والتركيز على الانتخابات البرلمانية خلال المرحلة المقبلة، فيما لم تبدِ خوري اهتمامًا بالمسار الدستوري الذي سيحرك الوضع خطوة للأمام.

ورجح المحلل السياسي مواجهة خوري بعض العقبات لتنفيذ برنامجها، منها ولايتها المحدودة إلى نهاية يناير المقبل، كما أن ما يحدث في سوريا وأوكرانيا قد يجعل الموقف الروسي متصلبا في أي شيء يتعلق بالملف الليبي، وفق قراءته.

دعم دولي

وأشار مسؤولون شاركوا في اجتماع"ويلتون بارك" على مدى 3 أيام، إلى تقديم الدعم الدولي لعملية سياسية بقيادة ليبية، وبتيسير من الأمم المتحدة، دون الكشف عن تفاصيل.

وركز الاجتماع على تعزيز الجهود الدولية لدفع مسار الاستقرار والتنمية في ليبيا.

وبهذا الصدد، قالت القائمة بأعمال البعثة الأممية إلى ليبيا، ستيفاني خوري، في بيان، إن المستويات العالية من الدعم الدولي لعمل الأمم المتحدة في ليبيا مشجعة، مؤكدة أهمية وضع البلاد على "مسار مستدام نحو الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة".

وشارك في الاجتماع عدد من السفراء الدوليين، بينهم السفير البريطاني مارتن لونغدن، الذي وصف المناقشات بأنها قيمة، وأنها ركزت على سبل دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بشكل أفضل، معربًا عن تفاؤله بإمكانية تحقيق تقدم ملموس عبر التعاون الدولي.

أخبار ذات علاقة

ستيفاني خوري

هل تنجح ستيفاني خوري في إقناع الليبيين بالعودة للحوار؟

 بدوره، أعرب السفير الفرنسي مصطفى مهراج، عن دعم فرنسا الكامل لجهود الأمم المتحدة والمبعوثة الخاصة ستيفاني خوري، مؤكدًا التزام بلاده بالوصول إلى حل شامل للأزمة الليبية.

كما أكد سفير الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، أن اجتماع "ويلتون بارك" عكس الزخم المتزايد والتفاؤل المشترك لدعم جهود البعثة الأممية، لقيادة عملية سياسية فعالة بقيادة ليبية.

وقال أورلاندو، في منشور عبر "إكس": "باعتباره شريكًا رئيسيًا في القطاعات السياسية والاقتصادية والأمنية، أسهم الاتحاد الأوروبي بشكل إيجابي في اجتماع ويلتون بارك، ودفع إلى اتباع نهج دولي بناء ومنسق".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC