logo
العالم العربي

"هآرتس": "ميليشيات غزية" تقاتل مع الجيش الإسرائيلي في القطاع

ألية عسكرية إسرائيلي في غزةالمصدر: منصة إكس

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية نقلاً عن شهادات ميدانية أن الجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام "الشاباك"، ينسقان مع "ميليشيات غزية" منظمة في أدوار قتالية نشطة خلال المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون"، وسط خشية من أن تتصرف هذه الجماعات بشكل غير متوقع، ما قد يُحدث فوضى على الأرض.

ويستخدم الجيش الإسرائيلي ميليشيات متمركزة في غزة لتنفيذ عمليات عسكرية، مقابل الحصول على رواتب والسيطرة على الأراضي في القطاع، بحسب شهادات جنود وقادة إسرائيليين يخدمون في غزة.

أخبار ذات علاقة

"براميل النار”.. ما هو السلاح الأمريكي الذي يفجّر "حمما بركانية“ في غزة؟

"براميل النار".. السلاح الأمريكي الذي يفجّر حمماً بركانية في غزة (فيديو إرم)

كما كان الجيش الإسرائيلي استخدم مدنيين من غزة، منذ بداية الحرب، في مهام محددة، أبرزها مسح الأنفاق، وتفتيش المباني المشبوهة، إلا أن جنوداً أفادوا، في الأسابيع الأخيرة، أن التجنيد تحوّل إلى مجموعات منظمة يتعين على القوات الميدانية الإسرائيلية التنسيق معها، وأحياناً دون سيطرة فعلية عليها.

وتتألف كل ميليشيا من عشرات المسلحين، معظمهم من عشائر غزة البارزة، بما في ذلك عائلة أبو شباب. بالإضافة إلى تلقيها مبالغ نقدية، يُسمح للميليشيات بحمل السلاح، مما يُمكّنها من التربّح من خلال السيطرة على طرق شاحنات المساعدات، وفرض رسوم على نصب الخيام في المناطق ذات الكثافة المدنية العالية.

كما يُشرف جهاز "الشاباك" على عمليات الميليشيات، ويُجنّد مقاتلين إلى جانب قادتها، وخلافاً للمجندين المدنيين السابقين، المعروفين، سابقاً، باسم "الشاويش"، تُشارك هذه الميليشيات، الآن، في أنشطة قتالية واسعة النطاق، وتعمل، بشكل رئيس، في جنوب قطاع غزة، خاصة في رفح، وخان يونس.

وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يدير أنشطة الميليشيات، إلا أن العديد من القادة الميدانيين يعربون عن قلقهم إزاء عواقبها، إذ نقلت "هآرتس" عن أحد القادة قوله، "يبدو الأمر وكأنه سينفجر في وجوهنا في النهاية".

وأضاف: "إنهم ليسوا تحت السيطرة الفعلية، وليس لديهم أي التزام قيادي تجاه الضباط المسؤولين عن ساحة المعركة".

كما يقول القادة إن الميليشيات تنتشر بشكل رئيس في "مناطق حساسة" للقوات الإسرائيلية، ويُكلَّفون بمهام أكثر في مناطق مكتظة بالسكان، إذ لم يعد الأمر يقتصر على الأعمال الشاقة التي كُلِّفوا بها في البداية، بل أصبحوا، الآن، ينفذون "عمليات كبرى".

وأشار أحد الجنود إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يعد يُخفي هذه الظاهرة، مشيراً إلى أن أفراد الميليشيات "يتدربون على المهام أمام أعيننا مباشرة". وتابع: "رأيناهم في مجموعات من 5 إلى 10 مسلحين. أحيانًا يُثير هذا الأمر قلق قواتنا لأن أحدًا لا يُكلف نفسه عناء إطلاعنا على المستجدات".

ويتعزز الشعور برفع حجاب السرية، بسبب حقيقة أن الجيش الإسرائيلي بدأ، في الأسابيع الأخيرة، في وضع علامات على المسلحين في غزة في أنظمة القيادة والسيطرة الخاصة به بنفس الطريقة التي يضع بها علامات على قواته.

ونقلت "هآرتس" عن ضابط ذي دور محوري في لواء غزة: "أُبلغنا بمهمتهم العامة، لكن ليس بهدفهم النهائي. أُمرنا بعدم التدخل في شؤونهم، والسماح لهم بالمرور".

كما أفاد جنود وقادة بتوترات متكررة بين الوحدات الإسرائيلية والميليشيات، بأن "كثيراً ما ينشطون بالقرب منا، ويعبرون طرقنا دون إبلاغ أحد. التنسيق معهم صعب للغاية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC