logo
العالم العربي

من الضاحية إلى جبل محسن.. من يدير تحركات فلول الأسد في لبنان؟

من الضاحية إلى جبل محسن.. من يدير تحركات فلول الأسد في لبنان؟
مقاتلون من حزب اللهالمصدر: YANDEX
09 يوليو 2025، 6:04 ص

قالت مصادر سياسية سورية إن حزب الله مستمر في إيواء وحماية العديد من ضباط ومسؤولي نظام الأسد المطلوبين للسلطات السورية، وسط عجز رسمي لبناني عن معالجة هذا الملف الحساس بين سوريا ولبنان، ما يعني عدم إمكانية الوصول بالعلاقات بين الطرفين إلى ضفاف جديدة ومتوازنة. 

وقال مصدر مقرب من الحكومة السورية، على صلة بأجواء الاجتماعات بين المسؤولين السوريين واللبنانيين، إن دمشق طالبت بيروت بضرورة تسليم "فلول نظام الأسد"الذين ما زال العدد الأكبر منهم مقيمًا في لبنان، تحت حماية حزب الله، وأبلغت السلطات اللبنانية بأن وجود هؤلاء، وأحيانًا على مقربة من الحدود بين البلدين، يشكل خطرًا على استقرار سوريا.

ويلفت المصدر إلى أن دمشق أدخلت البند المتعلق بمعالجة ملف "فلول النظام" كبند رئيس منذ اجتماع وزيري دفاع البلدين  في مدينة جدة، قبل أربعة أشهر، دون أن يطرأ أي تطور حول هذا الملف الشائك، موضحًا أن الدولة اللبنانية لم تتخذ أي خطوات جدية لتسليم هؤلاء المطلوبين إلى دمشق، وذلك تحت ضغط حزب الله الذي يوفر الحماية لعدد كبير من قيادات ومسؤولي نظام الأسد العسكريين والأمنيين. 

أخبار ذات علاقة

عناصر من داعش في سوريا

الداخلية السورية: داعش يحاول ضم عناصر من "فلول النظام" إلى صفوفه

 

منطقتان رئيستان

يشير المصدر إلى أن دمشق تعلم أن وجود فلول النظام السابق يتركّز ضمن منطقتين في لبنان: الأولى هي جبل محسن في مدينة طرابلس الشمالية، حيث يلجأ عدد من عناصر النظام السابق من أصحاب الرتب المتدنية، وهؤلاء متهمون بالتحضير لتحركات جديدة في الساحل السوري، تستهدف قوات الجيش والأمن العام، فيما يلوذ العدد الآخر في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهؤلاء من الضباط والمسؤولين الكبار المطلوبين للسلطات وللإنتربول الدولي، بسبب جرائمهم بحق الشعب السوري.

وفقًا للمصدر، أعدّت وزارة الدفاع السورية قائمة بعدد من الشخصيات السورية العسكرية، ومن بين تلك الشخصيات من فرّ إلى لبنان بعد سقوط نظام الأسد، وتطالب اليوم بتسليمها إياها "بأسرع وقت ممكن".

ويذكر المصدر أن القائمة السورية تتضمن قرابة 400 اسم من المطلوبين، في ظل عجز لبناني عن تسليم هؤلاء، بسبب هيمنة حزب الله واستئثاره بقرار لبنان حتى الآن، مشيرًا من جهة أخرى إلى تورط بعض ضباط الجيش اللبناني في إدخال هؤلاء مقابل رشى كبيرة، حيث دخل العديد من هؤلاء إلى لبنان بطريقة غير شرعية، وكان من المفترض تسليمهم فورًا إلى السلطات المختصة، بدلًا من تأمين الحماية لهم.

ويشير المصدر إلى أن بعض ضباط النظام "المقيمين" في لبنان مطلوبون دوليًا عبر الإنتربول بتهم تتعلق بالإرهاب أو تجارة المخدرات، بينما يحمل العديد منهم وثائق سفر وإقامات مزورة، وسط تجاهل من السلطات اللبنانية.

ويوضح:  هناك عدد من كبار ضباط نظام الأسد، أولئك الذين كانوا في أجهزته الأمنية وقطاعاته العسكرية، والمقربين في دائرة عائلة الأسد، وهؤلاء غالبًا ما تمكنوا من اجتياز الحدود البرية اللبنانية بتسهيلات من أجهزة أمنية لبنانية رسمية أو حكومية، لـ"حزب الله" نفوذ واسع فيها.

وقال المصدر "لا يزال عدد من كبار الضباط يقيمون في لبنان، من أمثال اللواء جميل الحسن مدير جهاز الاستخبارات الجوية، المطلوب من قبل جهاز الإنتربول الدولي بمذكرة ملاحقة لإلقاء القبض عليه، لاتهامه بجرائم حرب، وهو تحت حماية حزب الله.

ويضرب المصدر مثالًا آخر، بأن قائد "لواء درع الساحل" مقداد فتيحة، الذي يتحرك على الحدود السورية اللبنانية ويدخل إلى لبنان من دون أي عقبات، وأيضًا العميد السابق في جيش النظام غياث دلا، الذي قاد عمليات آذار ضد الجيش والأمن السوري، فيما يتخذ الأمين القُطري المساعد لحزب البعث هلال هلال من لبنان مستقرًا له، وهو المتهم بملفات فساد كبرى تستدعي محاكمته.

ويؤكد المصدر أن الحكومة السورية الجديدة تصر على استلام هؤلاء من لبنان، وتحديدًا من تورّط منهم في إراقة دماء السوريين، خاصةً بعد المعلومات عن أن نشاطات هؤلاء ومحاولاتهم لضرب الاستقرار في سوريا، خاصة في الساحل السوري، لم تتوقف.

أخبار ذات علاقة

عنصر من قوات الأمن السوري

سوريا.. إفشال هجوم "فلول النظام" على قيادة القوات البحرية باللاذقية

 

170 ألفًا

وكانت وزارة المهجرين اللبنانية قد كشفت في إحصاء رسمي، أنّ نحو 170 ألف سوري دخلوا لبنان بين كانون الأول/ ديسمبر 2024 وكانون الثاني/ يناير 2025، ويستقر معظم السوريين في مناطق حدودية مثل البقاع وبعلبك والهرمل، تحت إشراف تعاونيات "البتول" التابعة لـ"حزب الله".

الفئة الأكبر من الفارين السوريين خليط من المدنيين الذين فروا عقب مجازر الساحل، وأيضًا من الشيعة الذين ضيّقت عليهم الفصائل التابعة للسلطات السورية، وجزء آخر من الموالين لــ"حزب الله" أو من كانوا منخرطين في مجموعاته المسلحة في سوريا، كما استقبل لبنان بعد سقوط نظام الأسد جنودًا سوريين فروا ومعهم عائلاتهم وعبروا إلى لبنان طرقًا حدودية غير شرعية، وغض الجيش اللبناني نظره عن دخولهم، وقد نظم "حزب الله" عمليات استقبال عشرات الآلاف من هؤلاء، وإيوائهم في قرى وبلدات بعلبك والهرمل.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC