logo
العالم العربي

ضغوط واسعة وخيارات محدودة.. كيف تناور حماس للرد على خطة ترامب؟

عناصر من حركة حماس في غزةالمصدر: رويترز

تتجه الأنظار فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا لموقف حركة حماس من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أعلن عنها أمس الاثنين، وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعلان موافقته عليها.

ويرى مراقبون أن حركة حماس في موقف صعب، إذ لا تلبي الخطة أيًا من وعودها من عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.

وفي الوقت نفسه، فإن معارضتها سيجعلها في مواجهة مجموعة واسعة من القوى الدولية والعربية التي أعلنت موافقتها على الخطة.

أخبار ذات علاقة

"رقم مغري" لحماس في خطة ترامب.. هل توافق بسببه؟

"عرض مغرٍ" لحماس في خطة ترامب.. هل توافق بسببه؟ (فيديو إرم)

 رفض غير مباشر

وترى الكاتبة والمحللة السياسية رهام عودة، أن "حماس على الأغلب لن ترد ردًا مباشرًا، وستطالب بتعديلات على الخطة، خاصة في البنود المتعلقة بتسليم السلاح، وستضع تحفظات على خطة ترامب فيما يتعلق بالقوات الدولية".

وأضافت عودة لـ"إرم نيوز": "حماس ستلجأ للرفض بطريقة غير مباشرة عبر المطالبة بتعديلات كثيرة".

واستدركت بالقول: "قد توافق حماس إذا تعرضت لضغوط حقيقية من بعض الدول العربية، وإذا لم يتوفر هذا الضغط ستجد حماس طريقة ما لرفض الخطة دون الإعلان عن ذلك صراحة".

وأوضحت أن "رفض حماس للمقترح سيمنح الحرية لنتنياهو لاستكمال حربه على قطاع غزة حسب خطة الجيش الإسرائيلي المتمثلة بإحكام السيطرة الكاملة على غزة، ومن ثم استكمال العملية في المنطقة الوسطى، ومن بعد انتهاء العملية الإسرائيلية سيتم عندها تسليم القطاع لقوات استقرار دولية حسب خطة ترامب".

أخبار ذات علاقة

مقاتلون من حركة حماس

مسؤول فلسطيني: حماس بدأت بدراسة خطة ترامب مع الفصائل

 وقالت إن "الخطة صممت حسب شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي من أهمها تسليم الرهائن، وتجريد قطاع غزة من السلاح، وضمان عدم وجود حماس في الحكم".

وأشارت إلى أن أحد الأسباب التي دفعت نتنياهو للموافقة السريعة على الخطة، رغم وجود بعض التحفظات لديه عليها، هو أن يتوقع رفض حماس للخطة.

وأضافت: "لذا وافق عليها ليلقي الكرة في ملعب حماس وفي الوقت نفسه حصل على ضمان من ترامب للعودة للحرب في حال رفضت حماس الخطة".

واقع معقد

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي يونس الزريعي، أن حماس باتت أمام "واقع معقد"، وأن الحركة لا تملك هامشًا للمناورة ورفض الخطة.

وقال الزريعي لـ"إرم نيوز": "نتنياهو وافق على خطة ترامب وإن كان لديه بعض التحفظات على بنودها، إلا أنه حاول خلال مؤتمره مع ترامب توجيه رسائل للداخل في إسرائيل بأن الخطة تتضمن أهداف الحرب الخمسة التي أقرها الكابينيت الإسرائيلي".

وأضاف أن "جوهر الخطة ليس كما تريده إسرائيل، هناك قضايا مفتوحة، لكن نتنياهو يريد أن يأتي رفض الخطة من قبل حماس".

أخبار ذات علاقة

الرئيس ترامب خلال استقباله نتنياهو في البيت الأبيض

نتنياهو : تمكنا من "قلب السيناريو" بعزل حركة حماس

 وأشار إلى عقبات حول تنفيذ الخطة، حتى بعيدًا عن الشروط السياسية المرتبطة بموقع الحركة من حكم غزة، والمس بسلاحها.

وتابع أن "ما يتعلق بمواعيد تسليم الرهائن خلال 72 ساعة من الاتفاق، لن يتحقق بسبب الظروف العملياتية المرتبطة بالمناطق التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي"، لافتًا إلى أن تحقيق هذا الشرط مستحيل.

لكنه استدرك بالقول إن "حماس لا تملك رفض خطة ترامب خاصة أنه تحدث أنه سيكون معه رؤساء دول في مجلس السلام الذي سيتولى الإشراف على قطاع غزة".

وأضاف: "ستُفرض الخطة لاحقًا على حماس من خلال حلفائها كما فرض ترامب الخطة على نتنياهو، والحركة لا وقت لديها لرفض الخطة".

واستطرد: "هناك قبول عربي حول المبادرة وأي تعديلات طفيفة سيمكن تجاوزها"، مشيرًا إلى أن الحركة أصبحت أمام واقع معقد مع الترحيب الدولي الواسع بالخطة، ما سيضعها في مأزق حقيقي إذا رفضتها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC