دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال فعالية لإحياء ذكرى "النكبة" في الأمم المتحدة، الخميس، إلى بذل مزيد من الجهود لوقف الحرب في غزة، مشبّهًا التهجير الجماعي الذي رافق قيام دولة إسرائيل عام 1948 بالنزاع الدائر حاليًا.
وتلا المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، رسالة وجّهها عباس قال فيها: "التاريخ لا يُمحى، والعدالة لا تسقط بالتقادم".
وأضاف: "نقف اليوم أمامكم ليس فقط لإحياء هذه الذكرى الحزينة، بل لنجدد العهد بأن النكبة لم ولن تكون قدرًا محتوما ودائمًا لشعبنا"، وفقً لوكالة "وفا" الفلسطينية.
واعتبر عباس أن ما تقوم به قوات الجيش الإسرائيلي "منذ 19 شهرًا، على مرأى ومسمع العالم أجمع، هو جرائم إبادة جماعية، وتدمير وتجويع ممنهجين بهدف تهجير شعبنا من قطاع غزة، فضلًا عن مواصلة سرقة أراضي دولة فلسطين في الضفة الغربية والقدس الشرقية".
وشدّد على أن "الوقت قد حان لتحرك دولي حقيقي وفعّال لوضع حد لهذا الظلم التاريخي، ولوقف المأساة المستمرة التي أصبحت وصمة عار في جبين الإنسانية".
ومن المقرّر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤتمرًا في حزيران/يونيو المقبل لحشد الدعم من أجل المضي قدمًا في تنفيذ حل الدولتين، في محاولة لوضع حد للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، على أن يُنظَّم المؤتمر برعاية فرنسية-سعودية.
من جانبه، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، خالد خياري، إن "السلام يتطلب إحراز تقدم ملموس ودائم نحو حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون غزة جزءًا لا يتجزأ منها".
ومنذ عام 2023، بدأت الأمم المتحدة رسميًا إحياء ذكرى "النكبة"، حين هُجّر نحو 700 ألف فلسطيني مع إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.
ويرى فلسطينيون أن إحياء الذكرى هذا العام يعكس "تاريخًا يعيد نفسه"، في ظل ما يتعرض له سكان قطاع غزة والضفة الغربية.
وقد أسفرت الحرب الدائرة في غزة عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وسط حصار خانق يمنع دخول المساعدات الإنسانية، فيما تؤكد الحكومة الإسرائيلية مضيّها قدمًا في سعيها لإفراغ القطاع من سكانه، في إطار ردّها على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.