إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
عصام العبيدي
تتسع دائرة النفوذ الأمريكي في المنطقة عبر قاعدة عين الأسد غربي العراق، التي تحوّلت من نقطة ارتكاز، إلى شريان إمداد رئيس للقوات الأمريكية في سوريا.
ومع تصاعد أهمية القاعدة، أصبحت عملياتها تمثل مركز الثقل في استراتيجية واشنطن العسكرية؛ ما يعزز حضورها الإقليمي ويربطها بالتطورات المتسارعة في الشرق الأوسط بشكل عام.
نشاط مكثف
وقال ضابط في الجيش العراقي، لـ"إرم نيوز"، إن "قاعدة عين الأسد شهدت، منذ سقوط نظام بشار الأسد، أنشطة مكثفة تضمنت هبوط الطائرات، ووصول المعدات، ونقل الجنود، حيث تحولت القاعدة إلى نقطة مركزية للعمليات الأمريكية في المنطقة".
وأضاف الضابط، الذي طلب حجب اسمه، أن "القواعد الأمريكية في سوريا أصبحت تعتمد بشكل كبير على قاعدة عين الأسد في العراق، ليس فقط بسبب البنى التحتية المتطورة ومهابط الطائرات، بل لأنها توفر ميزة استراتيجية تتمثل في قربها من مسارات العمليات في سوريا والعراق، إلى جانب التكنولوجيا المتقدمة التي عززتها الولايات المتحدة خلال 20 عاماً".
وأشار إلى أن "اختبارات مستمرة لأنظمة ومعدات جديدة، مثل طائرات دون طيار، يوحي بالاستعداد الدائم لعمليات عسكرية مستقبلية".
وكانت قاعدة عين الأسد تُعرف سابقاً باسم قاعدة القادسية، حتى سقوط نظام صدام حسين عام 2003؛ إذ تحولت بعد الاجتياح الأمريكي إلى واحدة من أكبر القواعد التي تتمركز فيها القوات الأمريكية.
وتتميز القاعدة بمرافق متقدمة تشمل عنابر لتخزين الطائرات المقاتلة، تحصينات تحت الأرض، مستشفى متكاملاً، و33 مربضاً محصناً للطائرات، وقد حوّلت القوات الأمريكية بعضها إلى مكاتب إدارية لدعم العمليات اللوجستية.
إمداد لقواعد سوريا
كما شهدت القاعدة عمليات تطوير واسعة النطاق، حيث قامت القوات الأمريكية بصيانة وتوسيع مدرجات الطيران لاستيعاب طائرات النقل الكبيرة وطائرات تموين المقاتلات بالوقود في الجو؛ ما عزز من أهمية القاعدة كأحد المراكز الاستراتيجية للعمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
وتنشر الولايات المتحدة 2000 جندي في سوريا و2500 في العراق، وتقول إنهم في مهمة لتقديم المشورة ومساعدة القوات في كلا البلدين للحيلولة دون عودة داعش، الذي استولى عام 2014 على مساحات كبيرة من العراق وسوريا قبل هزيمته لاحقاً.
ويعتمد الوجود الأمريكي في سوريا على دعم من القوات الأمريكية في العراق، وقد يتطلب ذلك وجوداً أكبر في الدولتين.
وتثير تحركات الجيش الأمريكي بين العراق وسوريا استياء القوى السياسية المقربة من إيران، وكذلك الفصائل المسلحة التي تعتبر هذه التحركات تعزيزاً للنفوذ الأمريكي في المنطقة وعرقلة مباشرة لمشروعها الرامي إلى إخراج القوات الأمريكية.
مصير القاعدة بعد الانسحاب
وتوصلت الحكومة العراقية إلى اتفاق يقضي بإخراج جميع القوات الأمريكية من البلاد بحلول عام 2026؛ الأمر الذي يثير تساؤلات حول مستقبل قاعدة عين الأسد ومصير منشآتها المتطورة التي استثمرت فيها الولايات المتحدة مليارات الدولارات على مدى العقدين الماضيين.
وفي أغسطس الماضي، بدأت القوات الأمريكية تنفيذ سلسلة من الإجراءات في قاعدة عين الأسد غرب العراق، تضمنت تجهيز مواقع جديدة لنصب منظومة إنذار مبكر طويلة المدى تُعد الأكثر تطوراً ضمن القواعد الأمريكية الخارجية.
بدوره، قال الخبير في الشأن الأمني كمال الطائي إن "مصير قاعدة عين الأسد بعد الانسحاب الأمريكي – إن حصل - يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات محتملة، أبرزها تسليم القاعدة إلى القوات العراقية لإدارتها بما يتناسب مع السيادة الوطنية، أو إبقاؤها كمركز تدريب ودعم لوجستي".
وأضاف الطائي لـ"إرم نيوز" أن "الولايات المتحدة قد تلجأ إلى نقل منظوماتها الحديثة من قاعدة عين الأسد إلى مواقع أخرى، سواء داخل المنطقة أو خارجها، لضمان استمرار الاستفادة من هذه المعدات المتطورة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والحاجة إلى الحفاظ على تفوقها العسكري".
وتبلغ مساحة القاعدة، 3 كليو مترات مربعة، ويمكنها استضافة نحو 5 آلاف جندي.