ترامب يقول إنه مستعد لفرض جولة ثانية من العقوبات على روسيا
امتدت أصوات الاحتجاجات التي اندلعت في العديد من المناطق السورية أواخر الشهر الماضي إلى الساحات الأوروبية مع بداية العام الجديد، عبر مظاهرات قادتها بعض الأقليات السورية، تحمل شعارات تطالب بإنشاء مناطق ذات حكم ذاتي.
وتشكك هذه الأقليات في هوية التغيير السياسي في البلاد، وسط تهم حول استغلال تلك الدول للأقليات كأداة لتحقيق مصالح سياسية.
ما لفت الأنظار في هذا الحراك، هو تنقله المدروس بين العواصم الأوروبية واستهدافه لمراكز صناعة القرار هناك، نظمت جمعيات علوية وكردية ودرزية ومسيحية وقفات احتجاجية أمام مؤسسات بارزة، مثل البرلمان الأوروبي والبرلمان النمساوي.
ورفع المحتجون شعارات تندد بما وصفوه بـ"الجرائم الممنهجة" ضد الأقليات، مطالبين بحمايتهم وضمان حقوقهم في سوريا الجديدة.
في فرنسا، أصدر "حزب نهضة الساحل العربي السوري" بيانًا يدعو إلى حماية الأقليات، وإنشاء مناطق حكم ذاتي.
وجاء في البيان، أنه صادر عن جهات تؤمن أن فرنسا، رمز الحرية والعدالة والمساواة، هي الشريك الأمثل لتحقيق هذا الهدف الذي يحمل أبعادًا إنسانية وسياسية وأمنية، مع تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
وتوسع البيان في عرض ما زعم أنه "جرائم وانتهاكات ممنهجة تواجه الأقليات السورية، خاصة العلويين والدروز والأكراد والمسيحيين".
في قراءته للحراك الداخلي والخارجي لبعض الأقليات العرقية والدينية في سوريا، يشير المحلل السياسي داود أبو زينة إلى احتمال أن تكون جهات خارجية متضررة من تغيير النظام السوري هي من ترعى أو تدعم هذه التحركات.
ويرى أبو زينة في تصريح لـ"إرم نيوز" أن الهدف قد يكون استنزاف النظام الجديد داخليًّا أو تعزيز الضغوط الخارجية عليه.
ومع ذلك، يؤكد أبو زينة أن هذا لا يقلل من حساسية ومخاطر إصرار بعض القيادات الأمريكية والأوروبية على تكرار الدعوات لحماية الأقليات، رغم التطمينات المتكررة من الإدارة السورية الجديدة، فقد أوضحت القيادة الجديدة في مناسبات عدة التزامها بضمان العدالة في حقوق المواطنة كنهج أساسي خلال المرحلتين الانتقالية والدائمة.
ويستذكر أبو زينة أن العديد من القيادات الغربية، بدءًا من الرئيس الأمريكي جو بايدن ومرورًا بوزراء خارجية فرنسا وألمانيا، لعبوا دورًا في خلق أجواء من الريبة حول النظام الجديد من خلال المطالبة بضمانات لحماية الأقليات.
من جانبه، يرى المحلل السياسي جهاد نويّر أن استقواء بعض الأقليات السورية بأطراف خارجية ليس ظاهرة جديدة.
ويستحضر نويّر في تصريح لـ"إرم نيوز" أن تاريخ العديد من الأقليات في المنطقة ارتبط منذ بدايات القرن العشرين برعاية دول أجنبية، مثل فرنسا وبريطانيا، وأحيانًا إيران.
وأضاف أن هذا النمط لا يزال قائمًا، مشيرًا إلى أن إسرائيل اليوم تُظهر بشكل علني رعايتها لبعض هذه الطوائف، ما يعكس استمرار استغلال الأقليات كأداة لتحقيق مصالح سياسية إقليمية ودولية.