حذّر النائب اللبناني هادي أبو الحسن من مؤامرة إسرائيلية تهدف إلى جر السوريين نحو الفتنة والاقتتال الداخلي، في إطار مشروع خطير لتفتيت وحدة سوريا، مؤكدا أن دروز سوريا يرفضون من حيث المبدأ مشروع التقسيم، ولن يكونوا أداة بيد إسرائيل.
وشدد أبو الحسن، في حديث خاص مع "إرم نيوز"، على أنّ أبناء السويداء يشكلون مكوناً وطنياً سورياً أصيلاً.
وأوضح أنّ المخطط الإسرائيلي كاد يصل إلى مرحلة اللاعودة، لولا تدخل العقلاء، وفي مقدمتهم الشيخ يوسف جربوع، وتعاون الحكماء مع الحكومة السورية، إلى جانب الجهود التي بذلها الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط مع الجهات الدولية المؤثرة في الملف السوري.
وأشار إلى أنه نتيجة ذلك التنسيق، تمّ التوصل إلى اتفاق مبدئي أعاد التهدئة وكرّس انتماء أبناء جبل العرب لأرضهم وهويتهم.
ورأى النائب أبو الحسن أنّ هذا الاتفاق بحاجة إلى تحسين وتفعيل كامل لبنوده الـ 14، بما يضمن حقوق أبناء السويداء، ويؤكّد تجذّرهم في أرضهم، ويمنع زجّهم في مشاريع لا تمثلهم.
وذكر أنّ من الضروري فتح تحقيق شفاف ومحاسبة من ارتكب الجرائم والانتهاكات، بما يرسّخ الثقة بمؤسسات الدولة ويعيد الأمن والكرامة إلى أبناء المحافظة.
وشدد أبو الحسن على أنّ دروز سوريا لطالما كانوا في طليعة المدافعين عن وحدة البلاد، ورفضوا كل مشاريع التقسيم.
وأضاف: "يجب دعم هذا الوعي الوطني المتجذّر، وتفويت الفرصة على أيّ مشروع خارجي يهدف إلى تحويل أبناء الجبل إلى قومية منفصلة أو أدوات على حدود تحمي مصالح إسرائيل".
وأكد أهمية المصالحة بين السويداء ودرعا، والدعوة إلى مؤتمر وطني شامل يُعيد بناء الثقة، ويؤسس لاستقرار وتنمية طويلة الأمد، بعيداً عن مشاريع الفتنة والتقسيم.
وعن إمكانية انتقال التوتر إلى الداخل اللبناني، حذّر أبو الحسن من الانفعال والتحريض، مشيراً إلى أنّ الدم الذي يربط الموحدين الدروز في لبنان بسوريا هو دم واحد، وأن مشاعر الغضب التي ظهرت أخيراً مفهومة، لكن يجب أن يتم التعبير عنها بوعي ومسؤولية.
ودعا إلى التعاون الكامل مع الجيش اللبناني لضمان الأمن، مؤكداً أنّ "الموقف العقلاني هو الذي يحمي أهلنا في سوريا، لا الخطابات الشعبوية التي قد تضر بهم من حيث لا ندري" وفق تعبيره.