logo
العالم العربي

إعلام عبري يُدرج نعيم قاسم ضمن "بنك أهداف" إسرائيل بعد الطبطبائي

أمين عام مليشيا حزب الله نعيم قاسمالمصدر: (د ب أ)

أفاد تقرير إسرائيلي بإدراج أمين عام ميليشيا "حزب الله"، نعيم قاسم، ضمن بنك أهداف الاغتيالات الإسرائيلية، بعد تأكيد تل أبيب تصفية رئيس الأركان هيثم الطبطبائي، المعروف بلقب "أبو علي الطبطبائي"، مساء الأحد.

وذكر موقع "نتسيف" أن "اغتيال الرجل الثاني في حزب الله بهذه الطريقة، إثر استهداف موقعه في ضاحية بيروت الجنوبية، يعني أن رجل الحزب الأول، نعيم قاسم، يتحرك حاليًا داخل دائرة انكشاف إسرائيلي غير مسبوق، وأن منصبه لم يعد محميًا كما كان يعتقد، فضلًا عن أن كل طبقات الحماية التي كانت تحيط به لم تعد سوى ستائر ورقية أمام أعين دوائر الاستخبارات الإسرائيلية، التي ترصد كل شاردة وواردة في لبنان".

وأوضح التقرير أن الهجوم على الطبطبائي لم يكشف عن مكانه فحسب، بل كشف أيضًا أن شبكة الاتصالات التي تخدم حركة قيادة "حزب الله" لم تعد قوية كما اعتقد مؤسسوها، وأن الطرق التي كانت تُعد آمنة أصبحت مكشوفة منذ أشهر، وأن منظومة الدفاع التي يتباهى بها الحزب ليست أكثر من واجهة هشة، لا تُختبر إلا عندما تحدد تل أبيب ساعة الصفر لاستهداف قيادة أو أخرى في الحزب.

زلزال عنيف

وبحسب الموقع، الذي يدّعي صلته بدوائر استخباراتية في تل أبيب، أحدث اغتيال الطبطبائي زلزالًا عنيفًا داخل غرف "حزب الله" المغلقة، التي لا يسمع أحد همساتها: تحقيقات داخلية، شكوك متبادلة بين دوائر أمنية، إعادة تأهيل للبنية، ووجوه كانت تثق ببعضها أصبحت تتبادل نظرات ريبة حادة لم تكن معهودة قبل الانفجار.

وأوضح التقرير أنه بعد الانفجار، انخرط "حزب الله" في خطاب مَن يحتاج إلى وقت لإدراك ما حدث، خاصة بعد عنصر المباغتة وحجم الاختراق. وفي ظل محاولة قياداته كسب الوقت لإعادة بناء الجدران الداخلية التي انهارت فجأة فوق مكاتب قيادة الحزب، لم تعد الحكمة خيارًا، ولا الصبر فضيلة، بل أصبحا غطاءً لموقف يحتاج إلى إعادة تقييم كاملة.

وأشار معد التقرير إلى أن "حزب الله" لم يعد أمامه سوى خيارات صفرية، تدفعه نحو السيناريو الأكثر حساسية: ماذا يفعل الآن؟ فالرد في الوقت الراهن لم يعد يعني الفعل ذاته، بل يعني الاعتراف بالهزيمة؛ لا سيما وأن أي خطوة انتقامية غير محسوبة ستكشف أنماطًا دعائية جديدة، وتمنح إسرائيل طرف خيط حول ما تبقى من خطوط الحزب.

مطرقة وسندان

وأضاف التقرير: "أصبحت ميليشيا حزب الله عالقة بين مطرقة وسندان: إذا تحركت بسرعة، تُعرّض نفسها لمزيد من المخاطر، وإذا ظلت صامتة، تكشف نقاط ضعفها أمام اللبنانيين وربما أمام المنطقة بأسرها. وفي كلا السيناريوهين، ستلتقط إسرائيل الإشارة وتتكيف معها من خلال إعادة ترتيب بنك أهدافها بما يتناسب مع الوضع الجديد".

وفيما يتعلق بالطبطبائي، أكد التقرير أن الرجل الذي كان من المفترض أن يعيش بعيدًا عن الأنظار، وبعيدًا عن الفكر، وحتى بعيدًا عن مخيلة الجمهور، وجد نفسه في قلب حدث كشف كل ما حاول الحزب بناءه لعقود.

ومضى التقرير يقول: "عندما يتم اغتيال نائب قائد منظمة مبنية على السرية المطلقة، فهذا لا يعني أن العدو وصل إليه فقط؛ بل يعني أنه خضع لمراقبة مشددة طوال الوقت، وهو يتنفس من الداخل هواء حزب الله. ولم يكن الهجوم اغتيالًا حسب وصف الموقع العبري، بل كان تنويرًا، أضاء النور في غرفة مظلمة تم تأسيس قواعدها على فرضية أن الظلام حماية".

وبمجرد "إنارة" المكان، انكشف كل ما اعتقدت قيادة "حزب الله" أنه خفي: مسارات، خطوط، أماكن، حركات، وأسماء لم يكن من المفترض أن يعرفها أحد. وانهارت بشكل مفاجئ أسطورة أن "الحزب يعرف عن إسرائيل أكثر مما تعرف عنه".

سيناريوهات مفترضة

ورغم ذلك، افترض التقرير سيناريوهات محتملة لرد الحزب. أولها: رد محدود يعتمد على ضربة صغيرة ولكن محسوبة، تنفذها وحدة لا تترك أي أثر، وترسل رسالة بأن الحزب لم يتخلَ عن معادلة الردع.

إلا أن الحزب، وفق التقرير، لن يجرؤ على التوسع في الرد، لأن الأرض اهتزت تحت قدميه، ولم يعد قادرًا على المخاطرة بفتح الباب أمام صراع قد يتحول إلى حرب شاملة تفوق قدراته الحالية.

أما السيناريو الثاني، وهو الأخطر والأقل احتمالًا، فيتمثل في رد علني واسع النطاق. فالحزب يدرك أن هذا السيناريو لن يكون مواجهة معه وحده، بل مواجهة مع كل لبنان، ببنيته التحتية الهشة وبيئته الداخلية المنهكة. إذ إن أي خطوة كبيرة ستتحول إلى فوضى لا يمكن السيطرة عليها، وسيكون الحزب أول من يدفع الثمن، لأنه سيضطر إلى الكشف عن أماكن وقواعد ومسؤولين كبار أخفاهم سنوات.

ولأن إسرائيل تدرك هذا الضعف، فهي تفضّل الانتظار والمراقبة، وتلحظ كل ارتعاشة في أصوات مسؤولي الحزب، وكل تغيير في الأمن، وكل تنسيق في حركة الأفراد.

هيمنة استخباراتية

وألمح التقرير العبري إلى أن إسرائيل بعد هذه الضربة ليست في حالة نصر عسكري فحسب، بل في حالة هيمنة استخباراتية أيضًا. فهي باتت تعرف كيف يفكر الحزب عندما يهتز، وكيف يعيد تنظيم نفسه عندما يضعف، وكيف يتصرف عندما يفقد أحد أركانه.

وفي ظل هذا الواقع الدراماتيكي، يقف لبنان في قلب العاصفة، يراقب ما يحدث بصمت، ليس صمتًا سياسيًا، بل صمت الفهم؛ صمت مجتمع أدرك فجأة أن "حزب الله"، الذي يدّعي السلطة المطلقة، أصبح مكشوفًا إلى مستوى لم يكن أحد يتصوره. 

أخبار ذات علاقة

هيثم الطبطبائي

حزب الله يؤكد اغتيال قائد أركانه هيثم علي الطبطبائي (فيديو)

أما النتيجة التي يحاول الحزب دفنها تحت الرماد فهي أن العملية لم تمزق حجاب السرية فحسب، بل مزقت أيضًا تعريف الحزب لنفسه.

وسخر التقرير من "حزب الله" متسائلًا: كيف يمكن لحزب حماية مشروع إقليمي إذا لم يكن قادرًا على حماية رئيسه؟ وكيف يمكنه إقناع جمهوره بأنه يدير لعبة إقليمية معقدة بينما لا يستطيع حماية ظله؟

وخلص التقرير إلى القول: "اليوم، انتهى عهد سيطرة الحزب على عالم الظل. اليوم، أشرق النور، وكل من يعيش في الظلال، حين يشرق عليه النور، لا يملك خيارًا سوى الصمت. وهذا ما يفعله حزب الله الآن".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC