أفاد شهود عيان، بأن ميليشيا حزب الله بدأت خلال اليومين الماضيين بإعادة نشر واسعة لوسائل قتالية في محيط العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية للعاصمة، في خطوة وصفت بأنها تشكل تطورًا أمنيًّا لافتًا منذ اتفاقية وقف إطلاق النار مع إسرائيل في نوفمبر 2024.
وأكد شهود العيان لـ" إرم نيوز"، أن تحركات الحزب شملت نشر مركبات مدرعة وإقامة نقاط مراقبة ميدانية في بضع بلدات من الضاحية الجنوبية، مثل: الشياح والمريجة وبرج البراجنة وحارة حريك التي تعد المعقل الرئيس للحزب، بالإضافة إلى مناطق أخرى في محيط العاصمة بيروت.
ووفق شهود العيان، فقد تزامن نشر المدرعات والآليات العسكرية التابعة للحزب مع تكثيف أعمال إصلاح المنشآت اللوجستية والتحصينات التي تضررت خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
وتأتي تحركات الحزب بهذا الخصوص بعد الحديث المتداول في الأوساط السياسية اللبنانية عن قيام واشنطن مجددًا بتبليغ السلطات اللبنانية بأن قرار 1701 بات في حكم الساقط عمليًّا ورفضها العرض الأمريكي بنزع سلاح حزب الله بالقوة مقابل دعم مالي.
ويَرى حزب الله الذي يرفض نزع سلاح، التبليغ الأمريكي بسقوط القرار 1701 بأنه عبارة عن إذن ضمني لإسرائيل بالتصرف بحرية خلال الأيام المقبلة؛ ما يستوجب رفع وتيرة استعداده وإعادة بناء قدراته لردع أي هجوم إسرائيلي متوقع.
كما جاءت عملية نشر الحزب لوسائل قتالية ونقاط مراقبة ميدانية أيضًا بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل يومين بأن تل أبيب "ستتصرف بحرية" إذا لم يتم نزع السلاح خلال وقت قريب.
وكان مسؤول عسكري إسرائيلي حذّر في وقت سابق من أن "أي نشر عسكري لحزب الله سيُعتبر تهديدًا مباشرًا"، مشيرًا إلى رصد نشاط لعناصر الحزب عبر الأقمار الصناعية في بعض المناطق المحيطة بالعاصمة بيروت.
ورغم اتفاقية وقف إطلاق النار، فإن الطائرات الحربية والمسيرات الإسرائيلية واصلت غاراتها على مواقع عدة في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت عن تدمير تحصينات لوجستية رئيسية تابعة للحزب وسقوط العديد من القتلى من عناصره.
يشار إلى أن تركيز حزب الله على إصلاح المنشآت اللوجستية والتحصينات الميدانية المتضررة، إلى جانب إعادة نشر وسائل قتالية في محيط بيروت، يُمثلان خطوة متوقعة في ظل التوترات المتصاعدة في لبنان بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل التي انتهت بوقف إطلاق نار هش في نوفمبر 2024.