logo
العالم العربي

بعد مباركتها سقوط الأسد.. هل تنسحب حماس من "محور إيران"؟

بعد مباركتها سقوط الأسد.. هل تنسحب حماس من "محور إيران"؟
بشار الأسد والقيادي في حماس خالد مشعلالمصدر: إعلام فلسطيني
11 ديسمبر 2024، 5:17 ص

اتخذت حركة حماس، موقفًا مؤيدًا للحراك الذي قادته المعارضة السورية المسلحة التي نجحت في إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، في خطوة قد تشير إلى إمكانية انقلاب الحركة على "المحور الإيراني" الذي تشكل الحركة أحد أذرعه في فلسطين.

 وكسرت الحركة صمتها على سقوط الأسد، قائلة في بيان إنها "تبارك للشعب السوري نجاحَه في تحقيق تطلّعاته نحو الحريّة والعدالة"، ومؤكدة أنها "تقف بقوة" مع الشعب السوري.

وسعت حماس على مدار السنوات الأخيرة للتقارب مع الرئيس بشار الأسد وإعادة العلاقات لِما كانت عليه قبل عام 2011، وهو الأمر الذي تم بوساطة حزب الله وإيران، في حينه، إلا أنها اضطرت لتأييد القوى الجديدة بسوريا سعيًا لإبقاء موطئ قدم لها بدمشق.

أخبار ذات علاقة

عناصر مسلحة تتبع لحركة حماس

حماس تعلق على سقوط نظام الأسد

تغيير جذري

وقال المحلل السياسي، محمد هواش، إن "إعلان حماس يمثل مؤشرًا على إمكانية تغيير جذري في سياسات الحركة تجاه حلفائها التقليديين، خاصة المحور الإيراني"، مبينًا أن حماس أدركت خطورة استمرارها بالتمسك بإيران وحلفائها.

وأوضح هواش، لـ"إرم نيوز"، أن "ذلك يمثل بداية الطريق نحو أمرين أساسيين الأول بحْث قادة الحركة المعتدلين عن وسائل للاندماج مع أطراف سياسية جديدة وإنشاء تحالفات تتناسق مع الشرق الأوسط الجديد والذي يجري تشكيله".

وأضاف: "أما الأمر الآخر فهو بداية الصراع داخل حماس بين من يصر على التحالف مع إيران، ومن يرى ضرورة التخلي عن المحور الإيراني"، لافتًا إلى أن خذلان الحركة من إيران وحلفائها سيغذي مثل هذا الصراع.

وأشار إلى أن "الحركة ترغب بالتخلي عن محور إيران إلا أنها تريد ضمان استمرار الدعم المالي والسياسي والعسكري لها من أطراف أخرى"، مبينًا أنه دون هذا الدعم فإن الحركة في طريقها نحو الانهيار.

وتابع "في المرحلة المقبلة ستكون حماس مضطرة للابتعاد عن محور إيران ولو شكليًّا، وستعمل على ترتيب أوراقها الداخلية وإجراء تحولات جذرية في سياساتها بما يتوافق مع مخرجات ونتائج الحرب في غزة".

خطوة تكتيكية

وقال المحلل السياسي، أنطوان شلحت، إن "بيان حماس يمثل خطوة تكتيكية لا علاقة لها بالتخلي عن محور إيران"، لافتًا إلى أن مواقفها السابقة من نظام بشار الأسد لم تؤدِ إلى قطيعة مع الإيرانيين ومن ثم فلن تؤدي لذلك في الوقت الحالي.

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "الحركة تحاول استرضاء القوى الجديدة في سوريا من خلال بيان إعلامي، واستطلاع مواقفها من التعاون مع الفصائل الفلسطينية وقادتها"، مبينًا أن حماس تخشى قطيعةً مع تلك القوى.

وأشار إلى أن "حماس تدرك الأهمية الإستراتيجية لساحة سوريا والحضور السياسي والعسكري فيها، وأن خروج قادتها من الأراضي السورية سيؤثر في طبيعة وجودها في المنطقة وتأثيرها"، مبينًا أن أي إجراء بهذا الشأن "شكلي".

وأكد أن "حماس لا يمكن لها أن تتخذ قرارًا إستراتيجيًّا في الوقت الحالي بشأن علاقتها مع إيران، وهي بحاجة للتوصل لاتفاق تهدئة وترميم أوضاعها الداخلية، واختيار قيادة سياسية وعسكرية لها قبل إجراء أي تعديلات بخطها السياسي".

وختم بالقول إن "الحركة في موقف صعب للغاية وتحاول كسب رضا جميع الأطراف الإقليمية بمن في ذلك القوى الجديدة بسوريا، خاصة أنها باتت تخشى من قرار طردها من بعض دول المنطقة، وهو الأمر الذي يحد من خياراتها".

أخبار ذات علاقة

بشار الأسد مع وفد من حماس و"الجهاد الإسلامي"

جمعهما الأسد وفرقهما سقوطه.. انهيار "وحدة الساحات" بين حزب الله وحماس

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC