logo
العالم العربي

جمعهما الأسد وفرقهما سقوطه.. انهيار "وحدة الساحات" بين حزب الله وحماس

جمعهما الأسد وفرقهما سقوطه.. انهيار "وحدة الساحات" بين حزب الله وحماس
بشار الأسد مع وفد من حماس و"الجهاد الإسلامي"المصدر: أ ف ب
10 ديسمبر 2024، 12:05 م

سقوط النظام السوري أحدث صدعًا واضحًا بين أطراف ما يسمى "محور المقاومة"، مع تناقض كبير بين موقفي حزب الله وحركة حماس تجاه المشهد السوري الجديد.

ففي حين باركت حماس للشعب السوري إسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، واصفةً ذلك بالنجاح في تحقيق تطلعاته نحو الحرية والعدالة، عبّر حزب الله عن قلقه العميق واصفًا التطورات بالخطيرة، ومشيرًا إلى خسارة الحليف الأهم على الحدود الشرقية للبنان.

أخبار ذات علاقة

بشار الأسد

خاص- قوة روسية والرمز "35".. كشف كواليس ليلة الأسد الأخيرة في دمشق

 

دلالات سقوط الأسد على وحدة الساحات

يرى خبراء سياسيون أن هذا التناقض يعكس تفكك مفهوم "وحدة الساحات" الذي كان يرتكز عليه محور المقاومة. 

بحسب الخبير السياسي الحارث الحلالمة، انتهت وحدة الساحات منذ توقيع اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله، حيث أصبحت كل جبهة تعمل بشكل مستقل لتحقيق مصالحها الآنية.

أخبار ذات علاقة

من الفيديو

"شبيه بشار الأسد" يحصد ملايين المشاهدات (فيديو)

 

ورأى الحلالمة، أن سقوط النظام السوري كتب النهاية الحتمية للتحالف بين حزب الله وحماس، خاصة مع تراجع النفوذ الإيراني في سوريا بعد أن فقدت طهران الحليف الذي كان يشكل حلقة الوصل مع حزب الله في لبنان.

حماس.. موقف يمليه الواقع

يعتقد الخبير السياسي والوزير الأردني السابق حازم قشوع، أن سقوط الأسد يعكس تحولًا في التوجهات الإقليمية، حيث تبتعد سوريا عن المحور الإيراني وتتجه نحو تركيا، وهو ما ينسجم مع أيدولوجيا حماس.

وأضاف أن موقف حماس من النظام السوري الجديد يوضح دعمها لتحولات سياسية تقترب من المحور التركي السني وتبتعد عن المد الشيعي.

وأشار قشوع إلى أنه على النقيض، يجد حزب الله نفسه في وضع صعب بعد خسارة الأرضية التي كانت تضمن تدفق الدعم الإيراني له عبر سوريا.

وخلص قشوع، إلى أن موقف حماس يتماشى مع الواقع الذي يفرض نفسه بقوة على الأرض السورية، التي باتت اليوم خالية من النفوذ الإيراني.

نهاية التحالف بين حماس وإيران

سقوط الأسد يمثّل نقطة فارقة في العلاقة بين حماس وإيران. النظام السوري كان بمثابة جسر بين الطرفين، ومع زواله، تتقلص فرص التعاون بينهما، بحسب الحلالمة.

 

 

يرى الحلالمة أن إيران، التي تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية، أصبحت تنكفئ على نفسها وتركز على برنامجها النووي، متخلية عن دعم محور المقاومة.

المستقبل السياسي والأمني في المنطقة

المشهد الجديد يُظهر أن مفهوم وحدة الساحات أصبح من الماضي، حيث تتباين مصالح الفصائل والتنظيمات بناءً على أولوياتها، بحسب قشوع. 
ويرى قشوع أنه بالنسبة لإسرائيل، هذا التفكك يعزز أمنها، خاصة مع دعم أمريكي متزايد تحت الإدارة المقبلة في البيت الأبيض.

 

 

أما حماس، فهي تسعى لتأكيد استقلاليتها كـ"حركة مقاومة" تدعم حقوق الشعوب، لكنها تواجه تحديات كبرى في ظل غياب الدعم المتكامل من المحور الإيراني.

وقال قشوع إن حماس ترى في النظام الجديد فرصة لتعزيز علاقاتها مع تركيا والانكفاء عن "المد الإيراني"،  فيما يعاني حزب الله من فقدان الدعم اللوجستي والإستراتيجي الذي كان يوفره النظام السوري، وهو ما خلق موقفه الرافض لإرادة الشعب السوري. 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC