أثارت التحركات العسكرية لميليشيات في غرب ليبيا مخاوف وتحذيرات من اندلاع جولة جديدة من الاقتتال في البلاد، التي تعاني أصلاً من انقسام عسكري وسياسي متزايد.
وحذر المجلس الرئاسي الليبي من "أي تحرّكات للجهات العسكرية والأمنية خارج إطار القانون"، وذلك على خلفية اشتباكات اندلعت بين فصيلين في مدينة مصراتة غربي البلاد، أعقبها تحشيد عسكري واسع.
وتشهد منطقة غرب ليبيا جولات متكررة من القتال بين الميليشيات المتمركزة هناك، رغم تصاعد الدعوات إلى تفكيك هذه الجماعات أو دمجها في جيش وطني موحد.
وعلق المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، على التطورات بقوله إنّ "المنطقة الغربية تعيش حالة من الهدوء النسبي والحذر، وهذا الاستقرار مؤقت، نظراً لوجود مجموعات مسلحة غير موحدة ولا تخضع لقيادة واحدة، في ظل انقسام عسكري وغياب جيش وطني، وانقسام سياسي حاد، فإن اندلاع جولات جديدة من الصراع أمر متوقع جداً".
وأضاف العبدلي، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن "عودة الصراعات والحروب إلى ليبيا في ظل هذه المعطيات أمر وارد، خاصة مع تحرك عدد من الأرتال من بعض المدن غرب البلاد".
وأوضح: "قد تكون هناك أسباب غير واضحة وراء هذه التحركات، لكننا شاهدنا بياناً لقوة حماية طرابلس يتهم ميليشيات معينة بالسعي إلى زعزعة استقرار العاصمة".
وأكد العبدلي، أنه "مع ذلك، فكل هذه القوات، سواء القادمة إلى العاصمة أو الموجودة فيها، تُعد ميليشيات، ولا فرق بينها، وبالتالي كل السيناريوهات تبقى مطروحة".
وتابع قائلاً: "لا أعتقد أن هناك حرباً طويلة الأمد تلوح في الأفق في الظرف الراهن، فالميليشيات المسلحة تتقاتل على النفوذ داخل العاصمة وعلى الوزارات ومصادر تمويلها، وليس على السلطة بالمعنى السياسي".
ونبّه العبدلي إلى أن "ما يجب الانتباه له أيضاً هو الغياب الواضح لحكومة الوحدة الوطنية ورئيسها عبد الحميد الدبيبة، وكذلك للمجلس الرئاسي الذي يُفترض أن يكون القائد الأعلى للجيش الليبي؛ أين هم مما يحدث؟ ولماذا لم يتم توحيد هذه الميليشيات في جيش وطني قوي يؤمّن البلاد؟".
وتواجه ليبيا انسداداً سياسياً كبيراً بعد فشل تنظيم الانتخابات العامة التي كانت مقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول عام 2021.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي، محمد صالح العبيدي إن "تجدد التحشيد العسكري في غرب ليبيا ينذر بالفعل بجولة جديدة من التصعيد الميداني، خاصة في ظل الإخفاق الكبير في تفكيك الميليشيات وتوحيد المؤسستين العسكرية والتنفيذية".
وأضاف العبيدي، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز": "من الواضح أنه لا يوجد أي فاعل قوي أو مؤسسة قادرة على الحد من نفوذ الميليشيات أو كبح تحركاتها، لا سيما في ظل غياب حكومة موحدة ورئاسة أركان موحدة في ليبيا".
