logo
العالم العربي

خبراء: "ضمانات التنفيذ" العقدة الأكثر تشابكاً في طريق مفاوضات غزة

مظاهر الدمار في غزةالمصدر: (أ ف ب)

تتجه الأنظار إلى مدى نجاح المفاوضات وتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، المتمثلة في انسحاب القوات الإسرائيلية وتسليم دفعة من الرهائن لدى "حماس"، وسط تعقيدات ميدانية وحسابات سياسية معقدّة.

وبين تقدم للمفاوضات وحسابات معقدة للجانبين، يرى خبراء أن فرص نجاح المراحل اللاحقة من الاتفاق تعتمد على عوامل عدة من بينها مدى إلزام إسرائيل بالالتزام بتنفيذ الاتفاق كاملًا، إذ تشمل المرحلة الأولى منه تبادل الأسرى وهو ما تريده إسرائيل، وتخشى حركة حماس أن لا تستكمل إسرائيل بقية مراحله.

"الشيطان بالتفاصيل"

وقال المحلل السياسي أمجد عوكل، إن "نجاح المراحل القادمة يعتمد على تنفيذ البند الأول الخاص بعودة المختطفين، الذي وافقت عليه حماس مبدئيًا، ما أعطى مؤشرات إيجابية، لكن الشيطان يكمن بالتفاصيل".

وأضاف عوكل لـ"إرم نيوز": "الخطة تفتقر لضمانات أو جداول زمنية تلزم إسرائيل أو حماس بتنفيذ بنودها، فكل بند يحتاج لمفاوضات معقدة وتفاصيل دقيقة من دون آليات رقابة تضمن الالتزام".

واستدرك أن "مفاوضات المرحلة الأولى من الخطة، خاصة تبادل الأسرى، تواجه صعوبات كبيرة عند مناقشة أسماء ثقيلة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، التي رفضت إسرائيل سابقًا الإفراج عنها حتى في صفقة شاليط، ما يوقعها في تجاذبات حادة".

وحذّر من أن تنفيذ البند الأول فقط الخاص بعودة الأسرى، قد يفقد حماس ورقة تفاوضها الوحيدة، ما يضعها في موقف ضعف أمام إسرائيل تفاوضيًا، بينما لا توجد ضمانات تضمن التزام إسرائيل بإتمام باقي الخطة.

وأفاد بأن "مصير المراحل القادمة من الخطة مرتبط بالإدارة الأمريكية وبالرئيس دونالد ترامب، الذي لا يخضع لضغط فعلي".

وتابع عوكل: "إسرائيل قد تتذرع بأي تأخير أو تحفظ من حماس لاتهامها بعدم الالتزام بالخطة، ما يعيدنا لتحذير نتنياهو الأخير بأن إسرائيل ستسعى لتطبيق الخطة سياسيًا، وإن لم تنجح فستخوض تصعيدًا عسكريًا".

أخبار ذات علاقة

مروان البرغوثي

وسط إصرار حماس ورفض إسرائيل.. مروان البرغوثي يعقّد مفاوضات شرم الشيخ

"اختبار نوايا"

ومن جانبه، قال المحلل السياسي سامح العمصي، إن "نجاح المرحلة الأولى من خطة ترامب لا يضمن استقرارًا دائمًا، بل يشكل اختبار نوايا حقيقيًا سيُحدد ما إذا كان تبادل الأسرى مقدمة لإنهاء الحرب أم مجرد هدنة مؤقتة بأبعاد سياسية".

وأضاف لـ"إرم نيوز": "اكتمال الانسحابات الإسرائيلية وتسليم الأسرى ضمن المرحلة الأولى من خطة ترامب، يمثل مؤشرًا إيجابيًا على جدية الأطراف، إلا أن نجاح المراحل التالية يبقى مرهونًا بعوامل معقدة".

وأكمل أن "استمرار التفاهمات يتوقف على مدى التزام إسرائيل ببنود ما بعد المرحلة الأولى، خاصة المتعلقة بإعادة الإعمار ورفع الحصار ووقف العدوان، وهي ملفات طالما استخدمتها إسرائيل للمماطلة والتلاعب السياسي".

وأشار العمصي إلى أن "الانقسام داخل إسرائيل بين مؤيد للاتفاق ورافض له كتنازل استراتيجي، يشكل تهديدًا فعليًا لاستقرار أي تسوية قادمة"

أخبار ذات علاقة

رئيس وفد حماس المفاوض خليل الحية

مشاورات صفقة غزة.. حماس تطالب بضمانات لوقف الحرب "نهائيا"

وتابع: "نجاح المراحل التالية للخطة يعتمد أيضًا على وحدة الموقف الفلسطيني وقدرة الفصائل على تجاوز الحسابات الضيقة"، محذرًا من أن بعض الأطراف قد تعارض الاتفاق خشية فقدان دورها أو نفوذها في غزة.

وبيّن أن "الدور الدولي يظل حاسمًا، إذ على الولايات المتحدة والضامنين توفير آليات رقابة وتنفيذ تدريجي واضح، لأن غياب ذلك أو التعامل بازدواجية مع البنود قد يعيد المشهد إلى مربع الصراع".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC