تواصل إسرائيل استهداف عناصر "حزب الله" في سوريا، على الرغم من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان؛ ما يثير تساؤلات حول مصير التهدئة.
ونفذ الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الماضية سلسلة غارات استهدفت عناصر الحزب في سوريا، وسبق ذلك تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس السوري بشار الأسد بإمكانية توجيه ضربات مباشرة لجيشه.
ورأى خبراء أن هناك 4 أهداف رئيسة تدفع إسرائيل لمواصلة ضرباتها في سوريا.
وقال الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، إن "الاستهداف الإسرائيلي لحزب الله يأتي بهدف تحقيق سلسلة أهداف رئيسة، أبرزها منع إيران من مساعدة الحزب على استعادة قوته العسكرية التي خسرها في المواجهة الأخيرة".
وأوضح الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "الهدف الثاني يتمثل في قطع طرق الإمداد ونقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان، والقضاء على الشخصيات المسؤولة عن ذلك".
وأضاف أن "الهدف الثالث يتمثل في سعي إسرائيل للتأكيد على أن المواجهة مع حزب الله وحلفاء إيران في المنطقة لا تزال مفتوحة، وأن اتفاق التهدئة مع لبنان لن يوقف جيشها عن عملياته العسكرية في مختلف المناطق، وضد أية جهة".
أما الهدف الرابع، بحسب الخبير العسكري، يتمثل في سعي إسرائيل لتثبيت وقف إطلاق النار مع لبنان وفق شروطها، والتأكيد على جميع بنوده خاصة ما يتعلق بالعمل ضد أي تهديد عسكري أو أمني لها من مختلف المناطق.
وأشار إلى أن "الهجمات ضد الحزب في سوريا لن تؤثر في اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، ولن يتمكن قادة الحزب وإيران من اتخاذها ذريعة لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل".
وتوقع أن تكثف إسرائيل تلك الهجمات خلال الفترة المقبلة.
بدوره، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي فريد أبو ضهير إن "إسرائيل تعمل على نقل المعركة مع حزب الله إلى سوريا بشكل جزئي"، لافتًا إلى أن ذلك يأتي بهدف توجيه ضربة للقيادات السياسية والعسكرية التي هربت من لبنان إلى سوريا خلال الحرب.
وأوضح أبو ضهير، لـ"إرم نيوز"، أن "الضربات العسكرية للحزب في لبنان تهدف لإضعافه ومنعه من استعادة قوته العسكرية، إضافة إلى ضرب مراكز القوى التابعة للحزب وإيران، ذلك سيؤثر في أي مواجهة مقبلة بين الجانبين".
وبيّن أن "ذلك سيمكن إسرائيل من فرض شروطها على إيران وحزب الله وحلفائهما في المنطقة، وهو الأمر الذي يتفق مع المخططات الإسرائيلية المتعلقة بالمنطقة عقب انقضاء التوتر العسكري على مختلف الجبهات".
ورأى أبو ضهير أن "إسرائيل تعمل أيضًا على نقل رسالة تحذير شديدة اللهجة للقيادة السورية، بأنها قد تضطر للعمل عسكريًا ضد دمشق، الأمر الذي يمكن أن يزيد رقعة التوتر في المنطقة".