كشفت مصادر لبنانية مطلعة، عن مؤشرات على حدوث انشقاقات وحركة تمرد بصفوف قيادات الجيش اللبناني؛ بسبب طريقة تعاطي قائده العماد ميشيل عون مع ملف نزع سلاح "حزب الله".
وتشهد الساحة اللبنانية توترًا ملحوظًا، مدفوعًا بالخلافات المتزايدة بين "حزب الله" وتكتل "قوى المعارضة" المسيحية حول ترشيح العماد عون، لمنصب رئاسة الجمهورية الشاغر منذ فترة طويلة.
ومن المتوقع أن تُحسم المسألة في جلسة البرلمان المقررة في التاسع من يناير المقبل.
وأشارت مصادر سياسية لبنانية، فضلت عدم الكشف عن هويتها لـ"إرم نيوز"، إلى أن العماد عون يدير الجيش بطريقة "غير مسبوقة" ترفض الامتثال للرغبات الأمريكية أو لمطالب "قوى المعارضة" اللبنانية التي تطالب بتجريد المجموعات المسلحة من سلاحها، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
وأكدت هذه المصادر أن بعض الضباط الكبار نصحوا مرجعيات سياسية بضرورة تجنب دفع الجيش إلى صدام مع حزب الله، محذرين من أن ذلك قد يؤدي إلى حالات تمرد واسعة داخل الجيش، وربما انشقاق يطال القيادة نفسها.
توقيت نشر هذه التسريبات جاء بعد ساعات من اجتماع عقدته كتل ونواب قوى المعارضة في مقر حزب القوات اللبنانية بـ"معراب"، بمشاركة أعضاء من تكتل الجمهورية القوية، وكتلة الكتائب، وكتلة تجدد، وكتلة تحالف التغيير.
خلال الاجتماع، تم الاتفاق على ضرورة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية المتعلقة بنزع سلاح حزب الله.
وشدد البيان الصادر عن الاجتماع على أهمية ضبط السلاح وحصره بيد الجيش اللبناني، ونشر الجيش على الحدود كافة، كخطوة نحو بناء دولة تحكمها السيادة وتضمن الأمن.
رغم أن البيان لم يشر إلى "ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة" التي أطلقها حزب الله ونُصت عليها في البيانات الوزارية السابقة، أكد النائب سليم الصايغ أن المعارضة "لن تقبل بأي بيان وزاري يعيد هذه المعادلة"، مشيرًا إلى أنها باتت خارج السياق بفعل اتفاق وقف إطلاق النار.
وبحسب المصادر السياسية اللبنانية، فإن تسريب الحديث عن احتمالات التمرد داخل الجيش جاء ردًًا على البيان الأخير لقوى المعارضة.
وأشارت التسريبات إلى أن واشنطن قد ورطت قائد الجيش في مهمة نزع سلاح حزب الله، وهي مهمة تفوق قدرة الجيش اللبناني، ما يهدد الاستقرار في البلاد.
ونُقل عن أحد المقربين من العماد عون قوله إن "إصرار الولايات المتحدة على فرض هذا الموقف يدفع الجيش وقائده نحو الانتحار" على حد تعبيره.
في المقابل، يصر نواب حزب الله على التمسك بخيار "المقاومة"، مستندين إلى اتفاق الطائف، الذي يرونه مبررًا لدورهم العسكري.
