قال خبراء إن إسرائيل تضلل العالم بالآلية الجديدة لتوزيع المساعدات لسكان في قطاع غزة.
وكانت الأمم المتحدة نفت دخول أي مساعدات حقيقية إلى غزة، بالتزامن مع الفوضى التي صاحبت بدء تنفيذ الآلية الأمريكية للمساعدات في جنوب القطاع أمس الثلاثاء.
وتسعى إسرائيل والولايات المتحدة لتطبيق هذه الآلية بزعم منع وصولها لحركة حماس، في حين بدأت تتدفق المساعدات من معبر كرم أبو سالم للقطاع بشكل بطيء للغاية، منذ أكثر من أسبوع.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إنها "تمتلك الآلاف من الشاحنات المحملة بالإمدادات التي تنتظر الدخول لغزة".
وأشارت إلى أن مخازنها داخل القطاع فارغة، وأنها مستعدة للتعاون مع منظمات إنسانية أخرى، بشكل كامل لتوزيع كميات كبيرة من المساعدات فور السماح لها بذلك.
وأضافت: "نواصل الضغط للحصول على الإذن الضروري من السلطات الإسرائيلية لاستئناف الدعم العاجل الذي يحتاجه المجتمع، وندعو الزملاء للذهاب إلى مخازننا القريبة من أماكن تواجدهم لتوثيق جاهزيتنا التامة لتقديم الخدمة للمجتمع بمجرد السماح لها بذلك".
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أسعد غانم، أن "عملية تسليم المساعدات من جنوب القطاع للسكان تهدف بشكل رئيسي لتضليل العالم، والتغطية على سياساتها فيما يتعلق بالإبادة الجماعية وحرب التجويع بغزة".
وقال غانم، لـ"إرم نيوز"، إن "العملية التي تشارك بها الولايات المتحدة تأتي لتخفيف حدة الانتقادات الأوروبية والغربية لسياسة التجويع الإسرائيلية بحق سكان القطاع".
وبين أن آلية التوزيع غير واضحة ولا تنطبق عليها المعايير والقوانين الإنسانية.
وأضاف "إسرائيل تحاول التغطية على جريمة منع ادخال المساعدات والقتل البطيء لأكثر من مليوني إنسان، بالترويج للآلية الجديدة، وبالرغم من إدراكها بفشلها؛ إلا أنها تحاول تحميل الفلسطينيين وحركة حماس المسؤولية عن ذلك".
ولفت إلى أن "الآلية غير واضحة ومخالفة للقوانين الإنسانية والأعراف الدولية، وتجربتها الأولى أظهرت الفشل الذريع في قدرة الشركة على إدارة الملف الإغاثي بغزة"، مشددًا على أن المؤسسات الدولية ذات الصلة هي الوحيد القادرة على إدارة ملف توزيع المساعدات.
وبين أن "إسرائيل تتعمد نشر الفوضى ودفع السكان لسرقة المساعدات بهدف تحميلهم المسؤولية عن فشل أي محاولات لإيصال الطعام لهم"، مؤكدًا أن ذلك يكشف نية إسرائيل التعمد بتجويع الفلسطينيين لتحقيق أهدافها بتهجيرهم.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى قبها، أن "الآلية المتعارف عليها دوليًا لإدخال المساعدات تتم عبر فتح ممر آمن للمؤسسات الدولية المعروفة، وتوفير الحماية لهذه المؤسسات ولشاحنتها من أجل ضمان وصول المساعدات لمستحقيها".
وقال قبها، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تعمل أمنيًا وعسكريًا للحيلولة دون تطبيق القانون الإنساني والدولي المتعلق بإيصال المساعدات للسكان"، مشيرًا إلى أن وصول المساعدات لحماس من عدمه ذريعة إسرائيل لتجويع سكان غزة.
وزاد: "حكومة بنيامين نتنياهو وتحت الضغط الدولي أصبحت مضطرة لاتخاذ قرار بإدخال المساعدات الإنسانية ولو بشكل مقنن؛ إلا أن رفض المؤسسات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة كان العقبة الكبرى أمام تجاوز الضغوط الأوروبية بهذا الملف".
ولفت إلى أن "إدخال المساعدات للقطاع بالأساليب الإسرائيلية الجديدة محاولة لتضليل العالم، وإقناعه بسعي تل أبيب لتخفيف الأزمة الإنسانية والوضع الصعب في غزة"، مشددًا على أن إسرائيل تخوض إلى جانب حربها حربًا لتجويع السكان، حسب رأيه.