ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
اعتقلت ميليشيا الحوثيين 3 شخصيات يمنية بارزة، كرّست حياتها في ردم هوّة التباينات الداخلية والدعوة إلى التعايش والحوار؛ ما اعتبره يمنيون تجسيدا لذروة القمع الفكري الذي يستهدف الأصوات المؤثرة.
واستجاب البروفيسور حمود العودي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء، رئيس "التحالف المدني للسلم والمصالحة" ومركز "دال" للدراسات الاجتماعية، ورفيقه عبدالرحمن العلفي، أمين عام "التحالف"، الاثنين الماضي، لاستدعاء وجّهه جهاز "الأمن والمخابرات" التابع لميليشيا الحوثي، لينقطع تواصلهم مع أسرهم والعالم الخارجي كليا فور وصولهم إلى المقر الأمني.
وذكرت مصادر حقوقية، أن القوات الأمنية الحوثية بعد تنفيذ الاعتقال، شرعت في مداهمة مركز "دال" للدراسات الاجتماعية، غربي صنعاء، واعتقلت سكرتير المركز أنور خالد شعب، بالإضافة إلى اقتحام منزل رئيسه العودي، وصادرت حواسيب وأبحاثا ومؤلفات وبعض الممتلكات الخاصة منهما.

وقالت المصادر لـ"إرم نيوز"، إن الميليشيا نقلت أمس الثلاثاء المحتجزين الثلاثة من مقر "الأمن والمخابرات"، إلى معتقل آخر وسط العاصمة، دون أن تقدم أي تفسيرات لعائلاتهم حول مبررات الاعتقال.
وأشارت إلى أن البروفيسور العودي الذي شارف على الوصول إلى عقده التاسع من العمر، يعاني من ظروف صحية سيئة، كحال زميله العلفي الذي أجرى عدة عمليات "قلب مفتوح" وفقد إحدى عينيه قبل سنوات، نتيجة منعه من السفر لتلقي العلاج في الخارج، من قبل الميليشيا.
وينشط المحتجزون الثلاثة، في تنظيم حوارات فكرية وثقافية، تدعو إلى مصالحة وطنية شاملة، وتكريس مبدأ التعايش والسلام، كما سبق أن قدموا مبادرات لفتح الطرقات المغلقة بين المناطق الحكومية والأخرى الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثيين، نجحت إحداها في إنهاء معاناة المتنقلين بين المحافظات بعد إعادة شريان الحياة إلى الطريق الواصل بين صنعاء وعدن عبر محافظة الضالع.
ورغم أن احتجاز العودي والعلفي ورفيقهما يأتي وسط موجة اختطافات واعتقالات تنفذها ميليشيا الحوثيين بشكل غير مسبوق، إلا أنه أثار سخطا وتنديدا واسعين حتى على مستوى الميليشيا ذاتها، نظرا لمكانتهما الأكاديمية والعلمية، وما يمثلانه من "رصيد وطني في صناعة السلام".
وأدانت منظمة "سام للحقوق والحريات"، عملية الاعتقال التي وصفتها بـ"الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان الذي يعكس نهجا ممنهجا تسعى من خلاله جماعة الحوثي إلى إقصاء الأصوات المؤثرة في المجتمع، وتعزيز مناخ الرقابة والترهيب، وهو ما يهدد نسيج الحياة الفكرية والمدنية في اليمن".
فيما أكد "التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان"، أن الواقعة جاءت "عقب لقاء فكري، ناقش سُبل التهدئة والمصالحة الوطنية؛ ما يفضح نهج الميليشيا القائم على إسكات الأصوات المدنية وتجريم الحوار".