عقد مسؤولان من سوريا وإسرائيل، يوم السبت، اجتماعًا في العاصمة الأذربيجانية باكو، ناقشا خلاله ملفات متعددة، أبرزها التهديدات الإقليمية المرتبطة بإيران وميليشيا حزب الله، إلى جانب التوترات مع الفصائل الفلسطينية الموجودة في سوريا.
ووصفت صحيفة "هآرتس" العبرية اللقاء بأنه جزء من سلسلة محادثات أمنية بين الجانبين.
وأكد مصدر دبلوماسي في دمشق، مطلع على المحادثات، حدوث اللقاء المباشر في باكو، وفق وكالة "فرانس برس".
وقال المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن "لقاء عقد بين مسؤول سوري ومسؤول إسرائيلي على هامش الزيارة التي يجريها الشرع إلى باكو"، مشيرًا إلى أن الشرع لم يشارك في هذه المحادثات.
وفي وقت سابق، أفاد المصدر نفسه أن المحادثات تتمحور حول "الوجود الإسرائيلي العسكري المستحدث في سوريا"، في إشارة إلى مناطق توغّلت فيها القوات الإسرائيلية في جنوب سوريا بعد سقوط حكم بشار الأسد قبل أكثر من سبعة أشهر.
من جانبها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن اللقاء جاء على هامش زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى أذربيجان، موضحة أن الطرفين بحثا احتمال افتتاح مكتب تنسيق إسرائيلي في دمشق من دون طابع دبلوماسي رسمي، مرجحة أن يكون هذا اللقاء ضمن سلسلة اجتماعات تشمل شخصيات أمنية بارزة من الجانبين، في حين لم تتطرق لذكر تفاصيل إضافية حول المسؤولين.
وأكدت أن انضمام الرئيس الجديد لجهاز المخابرات السوري، حسين سلامة، إلى الوفد رفيع المستوى المرافق للرئيس السوري في زيارته لأذربيجان، يكتسب أهمية خاصة، وسط أنباء حول لقاء مباشر جديد بين سوريا وإسرائيل.
ووفق المحللة الإسرائيلية، سميدار بيري، فإنه بعد اعتراف الرئيس السوري بإجراء "اتصالات مباشرة وغير مباشرة" مع إسرائيل، ورد تأكيدٌ من مصدر دبلوماسي بأن "مسؤولًا سوريًا رفيع المستوى سيلتقي في أذربيجان بمسؤول إسرائيلي".
وبينت الصحيفة العبرية، أن المقصود هو رئيس المخابرات السورية.
ونقلت عن مصدر أذربيجاني رفيع المستوى، قوله: "لن يكون هذا أول لقاء لهما".
ويأتي هذا الاجتماع، في إطار مفاوضات اتفاق الترتيبات الأمنية الذي يعتبره الطرفين أكثر من كونه اتفاقًا لتطبيع العلاقات.
ووصل الشرع إلى باكو برفقة وزراء الخارجية أسد حسن الشيباني، والطاقة محمد البشير، للقاء الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، فيما كان وجود رئيس جهاز المخابرات "مفاجأة"، وفق تعبير الصحيفة العبرية.
وتأتي الزيارة على خلفية إغلاق السفارة الأذربيجانية في سوريا عام 2012، في ظل الحرب الأهلية.